تقارير وتحقيقات

نجح العراق في خفض معدل الاصابات بفيروس كورونا وفشلت ايران وتركيا

على عكس المتوقع، وفي مفاجأة لم يكن يتوقعها اكبر المتفائلين، نجح العراقيون حتى الان،

في اجتياز تحول وباء كورونا الى ’’جائحة’’ يسقط الالاف تلو الالاف في بلد لا يملك ابسط مقومات الصحة العامة، ويتعالج الالاف سنوياً من امراض بسيطة ناهيك عن الخطيرة في دول الجوار ودول العالم الاخرى المتطورة جداً في مجالات الطب الحديث والتي سقطت هي الاخرى في قبضة (كوفيد-19)، فأين يكمن سر العراق، على الرغم من ان حدوده بقيت مفتوحة امام دول مثل ايران وتركيا (التي فقدت السيطرة تقريباً على احتواء الفيروس)، الى وقت قريب قبل اغلاقها بشكل تام.

كيف انتصر كورونا على التدابير الحكومية الايرانية؟
 ففي الوقت الذي يشهد فيه الجميع بأن مكافحة فيروس كورونا المستجد، بالعديد من الدول تتم من خلال تضامن كبير على المستويين الشعبي والرسمي، نجد أن الوضع في إيران غير ذلك تمامًا، ولعل أهم سبب في ذلك هو تأخر السلطات الإيرانية في الكشف عن أول إصابة بالوباء، وتأخرها في اتخاذ التدابير اللازمة، فضلا عما ترتب عن ذلك من عدم ثقة الشعب في المسؤولين وفقاً لمتابعين رصدوا تطورات الاحداق هناك.
كما أن التصريحات المتضاربة للمسؤولين الإيرانيين، وعدم التزام المواطنين بالتعليمات الخاصة بحمايتهم من الوباء، من أكبر الأسباب التي أدت إلى الارتفاع الكبير في أعداد الوفيات والإصابات يوما بعد يوم.

ومن الجدير بالذكر أن أعداد الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس سجلت في إيران أكثر من ألفي حالة، فيما تجاوز عدد المصابين 27 ألف، كما تحتل جارة العراق الشرقية مركزًا متقدمًا بين الدول الأكثر تضررًا من الوباء القاتل.
النائبة بالبرلمان عن مدينة شيران بهرام بارساي، والحقوقية الحاصلة على جائزة “نوبل” للسلام، شيرين آبادي، اتهمتا خطوط “ماهان” التابعة للحرس الثوري الإيراني بالتسبب في ظهور الفيروس بالبلاد.
بدوره قال محمد حسين بحريني، رئيس جامعة مشهد للعلوم الصحية، إن “السبب في حدوث هذا القدر من الوفيات جرّاء الإصابة بفيروس كورونا، هو 700 طفل صيني كانوا يدرسون في مدينة قُم”.
جدير بالذكر أن إيران التي تقول إن سبب عجزها في إدارة أزمة تفشي الفيروس هو العقوبات، تلقت مساعدات شملت معدات وأدوات طبية بقيمة 200 مليون دولار، من دول مثل تركيا، وقطر، واليابان، وفرنسا، والصين، ومن منظمات دولية عدة كمنظمة الصحة العالمية.
وتقول وسائل اعلام غربية ان أحد أهم الأسباب التي اضعفت إيران  أمام “كوفيد-19″، هو تكتمها على الإصابات وإخفائها والتأخر في الإعلان عن أول إصابة، وكذلك التحرك المتأخر في اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الفيروس، كان من أكبر العوامل التي ساعدت في انتشاره بسرعة .
وثبت أن وزير الصحة الإيراني حسن قاضي زاده هاشمي، أبلغ المسؤولين بوجود الفيروس قبل شهرين من الإعلان الرسمي عنه.
مسعود بزشكيان، نائب رئيس البرلمان، ردًا على مثل هذه التصريحات التي لم تأخذ الأمر على محمل الجد قال “كان يتعين على المسؤولين أن يكافحوا الفيروس بالشكل اللائق منذ اليوم الأول”.
 “غياب التنسيق” بين المؤسسات والمسؤولين، و”عدم إدارة الأزمة بشكل مركزي”، عاملان آخران ساهما بشكل أو بآخر في انتشار الفيروس بشكل سريع وتفشيه في البلاد وفقاً لبزشيكان.
أما عالم الاجتماع، أردشير بهرامي، فعلق على هذا الأمر قائلا “يثبت التاريخ دومًا أن مسؤولي دولتنا ينكرون في البداية الأزمة، ثم يقللون من شأنها لاحقًا وفيما بعد يلقون بمسؤوليتها على جهات خارجية. وهذا هو السبب الحقيقي في انعدام ثقة المواطنين بالمسؤولين”.
في سياق متصل هناك عامل آخر من عوامل اضعاف طهران في مواجهة الفيروس، ألا وهو التأخر في اتخاذ التدابير اللازمة ضد كورونا في مدينة “قم” التي تفشى منها الوباء، وهو العامل الأكثر إثارة لحفيظة المواطنين دون غيره.
وحاليا وفي الوقت الذي يواصل فيه الفيروس حصد أرواح الإيرانيين لم تنفذ بعد الخطوات المعلن عنها لمواجهة الوباء كتوزيع أقنعة الوجه المجانية، وتشكيل فريق مكون من 300 ألف شخص للتصدي له.
وارتفعت إصابات كورونا في إيران، أمس الأربعاء(1نيسان/إبريل)، إلى 47 ألفا و 593 وعدد الوفيات الى 3 آلاف و36 ، حسب مسؤول العلاقات العامة بوزارة الصحة كيانوش جيهانبور.

لماذا فشلت تركيا في الحد من تفشي كورونا؟
تركيا، هي الاخرى سجلت 63 وفاة جديدة بفيروس كورونا (كوفيد-19) امس، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى277 حالة.
وأوضح السيد فخر الدين قوجة وزير الصحة التركي في بيان صحفي أنه تم إجراء / 14396/ اختباراً خرجت منها 2148 نتيجة إيجابية، ما يرفع حصيلة الإصابات في البلاد بفيروس كورنا (كوفيد-19) إلى /15679 / إصابة.
من جانبها، أفادت وزارة الصحة التركية في سياق متصل بأن عدد الحالات التي تماثلت للشفاء من فيروس كورونا ارتفع إلى 333 .. مشيرة إلى أن 979 مريضاً يتلقون الرعاية الطبية في قسم العناية المركزة.
وأعلنت تركيا عن اتخاذ جملة من الإجراءات بغرض احتواء تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19) من بينها وقف جميع رحلات الطيران الدولية وتخفيض عدد رحلات الطيران الداخلي وتعليق الدراسة والأحداث الرياضية، ونصحت بعدم تجوال المسنين في إسطنبول، لكن الامر لم ينجح حتى هذه اللحظة في احتواء الفيروس الفتاك الذي بدأ ينتشر بشكل غير مسيطر عليه، في الاوساط التركية وتقول منظمات ان انكار تركيا تواجد الفيروس في البلاد وتأخرها بالاجراءات الوقائية تسبب بتسارع خطير في معدل الاصابات والوفيات.

معجزة وسبب غير مرئي يقويان موقف العراق في مواجهة كورونا
اما عراقياً، فأن المسألة مختلفة تماما، في مواجهة الفيروس القاتل، فقد كشف مدير الصحة العامة في دائرة صحة بغداد/ الكرخ، نازك الفتلاوي، عن السبب الرئيس الذي حد من انتشار فيروس كورونا بشكل كبير في العراق على عكس بلدان مجاورة واخرى متقدمة طبياً.
وقال الفتلاوي، اليوم الخميس، ان ” العراق سجل نجاحاً مهماً في مواجهة كورونا بالاعداد القليلة للمصابين وايضاً نسب الشفاء التام التي وصلت الى ما يقارب الثلث من الحالات المصابة”.
وأضاف ان ” الاعداد كان من الممكن ان تكون اقل بكثير بالنسبة للاصابات والوفيات لو التزم جميع العراقيين بالإجراءات الوقائية وحظر التجوال ، حيث لوحظ الكثير من الاماكن المزدحمة في بعض المناطق في العراق”.
وبين ان “السبب الرئيسي في تحجيم انتشار فيروس كورونا بشكل كبير في العراق، مقارنة مع باقي الدول، هو (قوة المناعة) لدى المواطن العراقي، نتيجة النظام الغذائي الصحي الجيد، ففي العراق النظام الغذائي يختلف عن باقي الدول”، مبينا ان “المجتمع العراقي لديه وجبات غذائية ثابتة، ولا يعتمد على الوجبات السريعة التي تقلل من المناعة”.
واشار “وايضا فرض الحكومة اجراءات مشددة منعت من خلالها التجمعات والنشاطات الرياضية والزيارات منذ وقت مبكر وهو ما لم تفعله الكثير من الدول التي ابتليت بإصابات تجاوزات الالاف”.

اما صحة، الرصافة فقدت كشفت اليوم،عن مؤشر مطمئن سجل اليوم بشأن الاصابات بفيروس كورونا.
وقال مدير عام صحة بغداد الرصافة عبد الغني سعدون الساعدي، في بيان إن “المؤسسات الصحية التابعة لصحة الرصافة لم تسجل اية اصابة جديدة بفيروس كورونا من بين الحالات المشتبه بها التي وردتهم اليوم ولليوم الثاني على التوالي والحمد لله”.
واضاف ان “قلة اعداد الاصابات للايام الماضية وخلوها هذين اليومين مؤشرا ايجابيا”، مشيرا الى ان “كوادر صحة الرصافة على استعداد تام لاستقبال اية حالة مشتبه اصابتها بالفيروس”.
واوضح الساعدي ان “تطبيق حظر التجوال بشكل تام في مناطق الرصافة للأيام المقبلة كفيل بانحسار الفيروس واعلان الرصافة خالية من وباء كورونا والسيطرة عليه بإذنه تعالى”.
وتابع ان “العدد التراكمي للأيام الماضية لجميع الاصابات بجانب الرصافة هو 99 اصابة اكتسب الشفاء منهم 25 وتوفي 8 ما يعني بقاء 66 حالة تتلقى العلاج بمستشفى ابن الخطيب”.

وأعلنت وزارة الصحة، تسجيل 44 اصابة جديدة بكورونا وحالتي وفاة، فيما كشفت عن ارتفاع عدد الاصابات الكلي الى 772 والوفيات الى 54 وحالات الشفاء الى 202 ، وهو معدل يقول مختصون عراقيون انه منخفض للغاية قياساً بماسجلته دول اقليمية واخرى متطورة .
ويقول مدير صحة الكرخ جاسب الحجامي ان عدم تسجيل معدل إصابات عالٍ رغم عدم التزام كثير من المواطنين بالإجراءات الوقائية يعود الى معجزة .

وقال الحجامي في لقاء متلفز تابعته ( الاولى نيوز )، إن “الوضع في مواجهة كورونا حالياً تحت السيطرة والحمد لله، وما يحدث في العراق من تسجيل معدل إصابات قليل قياساً ببقية الدول معجزة”.

واضاف، ان “العراقيين العائدين من مدينة قم مركز تفشي كورونا في ايران كانوا بعشرات الالاف لكن لم يتفشِ  المرض بالعراق وهذه معجزة”.

وتابع الحجامي، “في اميركا انهار النظام الصحي بسبب اشخاص نقلوا المرض ولم يلتزموا رغم التطور الكبير لنظامهم الصحي”، مبينا ان “الكوادر الصحية في العراق قلقة جداً ولا تنام ليلها لانها تخشى ان يحدث فيه ما حدث في دول أخرى بسبب الخشية من تفشي المرض بسبب حالات عدم الالتزام بالوقاية”.

وكشف عن “مشكلة كبيرة وهي ان هناك مرضى يدونون عنوانيهم خطأ ولا يكشفون انهم كانوا مسافرين ام لا ولا يعطون أسماء الملامسين لهم وبالتالي تنتقل العدوى بسرعة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى