مقالات

نتنياهو بين الحرب الخاطفة و الإستنزاف

نتنياهو بين الحرب الخاطفة و الإستنزاف – عبد الخالق الشاهر

لعل طوفان الأقصى اغرق الكثير من اساطير التفوق «الأسرائيلي» التي حتى نحن ساهمنا في الترويج لها ، فضلا عن ان الطوفان اظهر غاطس الأزمة الأخلاقية التي طفت على السطح والتي يعاني منها نظام الاحتلال «الاسرائيلي « والآنظمة المساندة له والتي تعد بموجب القانون الدولي الانساني شريكة في اهانة «اسرائيل» لذلك القانون على مدى ثلاثة ارباع القرن فضلا عن كونها شريكة له في كل ما حصل من جرائم ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية وباتوا مثل نتنياهو قتلة للخدج والاطفال بإعداد سيبقى جبين الإنسانية يندى لها ، ومع ذلك وبكل برود وثقة تنتقد الخارجية الامريكية الاربعاء الماضي دولة جنوب افريقيا كونها رفعت دعوى ضد «اسرائيل «في محكمة العدل الدولية وتقول « اسرائيل لم تقم «بأي» جريمة ابادة جماعية ولا أعد ذلك شراكة بقدر ما هو سقوط اخلاقي كونه على الاقل يعني انها الغت دور محكمة العدل الدولية ووضعت نفسها بديلة لها واستثقلت او انكرت حق الدولة المكفول في التقاضي لدى تلك المحكمة الدولية . والحمد لله ان المحكمة قبلت الدعوى وحددت موعد مستعجل وهو يوم 11/1/2024 وانضمت دول اخرى الى جنوب افريقيا كدول مشاركة بالدعوى نفسها .

الحرب الخاطفةتستند العقيدة العسكرية على اسس عدة نفذتها في حروب عدة الا ان الطوفان حرمها من تنفيذ معظمها فهي مثلا تؤمن بأفضلية الهجوم على الدفاع مع عنصر المباغتة ولكنها هوجمت وبوغتت وتحطمت فرقة غزة الشهيرة فضلا عن ان عقيدتها تؤمن بتقليل الخسائر الى حدها الادنى لإسباب معروفة لكن الطوفان أتى على ذلك ايضا ومنيت بخسائر لم تحصل لديها في حروب سابقة .. اما الحرب الخاطفة التي تؤسس لها من خلال قدراتها الجوية والدروع وسيل المعلومات فقد أنكفأت ايضا بسبب ثقل الصدمة التي تلقتها يوم الطوفان وفقدانها لزمام المبادأة وظهور فرسان المسافة صفر لفرسان المقاومة التي جعلت من دروعها عبئا عليها .. والانفاق التي حيدت قوتها الجوية .نتنياهو وطاقمه المهزومالخيار هو حرب الاستنزاف والذي هو خيار الضعفاء وهو مخجل عندما يكون خيارا ضد مقاومة سلاحها الهاون والرشاشة والقاذفة البسيطة ويكون مخجلا اكثر عندما يتحول الى استنزاف لمن اراده واضطر اليه فتتحول مرارة الفشل يوم الطوفان الى مرارة مضافة خلال الاستنزاف الذاتي لدولة الاحتلال مما اضطرها للجوء الى ثقافة الكاوبوي فضلا عن كونه اضطرها للاستمرار بغش شعبها فهي قالت مؤخرا بأنها تمكنت من تفكيك هيكل حماس في شمال غزة وأردفت بالقول بما يخالف المنطق العسكري بأن تفكيك هيكل حماس في شمال غزة لا يعني انها غير قادرة على اطلاق الصواريخ !!!!وكأن اطلاق الصواريخ يمكن ان يقوم به هيكل مفكك ، وليعلموا ان الجيش العراقي المتماسك في الفيلق الاول والذي كانت حدود مسؤوليته اكبر من مساحة غزة ايام العدوان الامريكي وسيادته الجوية المطلقة لم يتمكن من اطلاق اكثر من سبعين صاروخا سبقتها الصواريخ ال «39» التي ضربت «إسرائيل» وكلنا نعلم ان صواريخ القسام كانت وما زالت بالعدد الذي لا يصدق .الخيار الأخيرلم يبق الا خيار الابادة الجماعية لأطفال فلسطين والخدج منهم على وجه الخصوص واستنزاف موظفي الاونروا والصحفيين والاطباء والمشافي ودور العبادة ومحاولات التهجير القسري واغتيال فرسان المقاومة بعمليات كاوبوي وكأن اغتيال شهداء المقاومة السابقين كان استراتيجية ناجحة فبقتل بريطانيا للشهيد عز الدين القسام خلف الآلاف من جنود القسام وولد الطوفان واغتيالهم للشهيد الياسين جائهم بقاذفة الياسين وهكذا الرنتيسي وهكذا سيكون الشهيد العارور ورفاقه .الخيار الافضل لهمالاعتراف بالفشل شجاعة ما بعدها شجاعة والاستفادة من دروس التآريخ حكمة ما افضل منها حكمة .. التأريخ يقول ان فلسطين ليست حدث طارئ بل هي ارض وشعب وحق وتأريخ ومقدسات لن يتنازل عنها اهلها الا اذا ابيدوا كلهم والقصة لن تنتهي فمن تبقى من الخدج سيكبرون ويصيرون فرسانا كآبائهم واجدادهم .. ولسنا مطالبين لنتنياهو سوى ان يلتزم بالقرارات الدولية ويحترم حقوق شعبنا في فلسطين ويحترم نفسه ويعي تماما انه لو استقال بعد الطوفان لكان حكم عليه وطاقمه بالسجن وكان ذلك افضل له لأنه بعد كل جرائم الإبادة التي حققها سيحاكم وسيدخل مزبلة التأريخ من اوسع ابوابه كمجرم حرب وقاتل للخدج ، وهو حتى ان انتصر بعد اشهر فهو بكل الاحوال حول فلسطين من قضية الشعوب العربية والإسلامية الى قضية لكل الشعوب الحرة في العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى