مَن يكترث أو لا يكترث بالفائز؟
د. فاتح عبدالسلام
ايران اكثر دول العالم ينبض قلبها قلقاً إزاء نتيجة الانتخابات الرئاسية الامريكية، إذ كانت قد حققت أبرز منجزاتها الذاتية في الميدان الدولي في عهد الديمقراطي باراك أوباما الذي كان جو بايدن ذاته نائباً له في حينه، قبل أن يأتي الرئيس دونالد ترامب وينسحب من الاتفاق النووي ويطلب اتفاقاً جديداً بحسب صيغة أمريكية، وقبل أن يعيد فرض العقوبات الامريكية على ايران ويضع حديقتها الخلفية في العراق، تحت مجهر الاستثناءات في التعاطي التجاري، وقبل أن يعطي الامر باغتيال أهم رجل في ايران في عملية ضربة الصاروخ المفرمة قرب مطار بغداد.
الى هذا الايجاز السريع، نستطيع تبين الاهمية القصوى التي تمثلها الانتخابات الامريكية لطهران التي تحمّلت فترة ترامب بصعوبة بالغة من أجل أن لا تقدم تنازلات في ملف النووي والنفوذ بالمنطقة، لن تكون مضطرة اليها في عهد رئيس ديمقراطي يصل الى البيت الأبيض.
الرئيس ترامب نفسه حققت ثلاث لمسات في منطقة الشرق الاوسط، ربما ماكانت لتتحقق في عهد أي رئيس ديمقراطي، وكان أوباما مثالاً توضيحياً مهماً.
اللمسة الاولى القضاء على زعيم تنظيم داعش ابو بكر البغدادي وانهاء رمزيته التي استند اليها في احتلال جزئين من العراق وسوريا.
والثانية اغتيال ذراع ايران المتنفذة في الشرق الاوسط الجنرال سليماني، والثالثة قرار نقل السفارة الامريكية الى القدس .
هناك مَن يقول انَّ ترامب أدى مهماته بنجاح، وانّه ما ينبغي له أو لسواه أن يواصل الحفر عميقاً في المنطقة الملتهبة بين البحر المتوسط والخليج العربي. في المقابل هناك مراكز الثروة والاستثمار والطاقة في الخليج وهذا جميعها لها حسابات أخرى في موازين الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.رئيس التحرير-الطبعة الدولية.