ميلوني.. دولة وعلم
حمزة مصطفى
لا احب ماري لوبين، من الله، تلك الفرنسية المتشددة التي تزحف على الاليزيه ” شوي شوي”.
وحين اعلن في إيطاليا عن فوز سيدة تدعو الى الفاشية وتعمل على اعادة أمجاد موسوليني واسمها جورجيا ميلوني ” حطيت ايدي” على قلبي. قلت كنا ” بوحدة” لوبين ومشاكلها التي لا تنتهي وفي المقدمة من تلك المشاكل عنصريتها ضد الأجانب وبالذات العرب والمسلمين واذا بنا الان امام سيدة اكثر تشددا حتى من لوبين.
ففي الغرب بالدرجة الاولى والعالم كله عقدة من النازية الهتلرية والفاشية الموسولينية لاسيما أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية.
لكن ميلوني سرعان ما ظهرت بشخصية اخرى بدت لي على المستوى الشخصي حالة مختلفة عما بتنا نشاهده اليوم في الغرب وذلك لجهة الموقف من الأسرة. شيوع المثلية.
الإجهاض وكل ما يخطر بالبال على مستوى الانحلال الأخلاقي وانهيار منظومة القيم.
ولعل ما جرى من محاولات في تسويق كل مظاهر الشذوذ من خلال استغلال مونديال قطر جسد ذلك بشكل مفضوح بل ومقزز.
السيدة ميلوني التي ترفع شعار الفاشية لديها موقف إيجابي من الأسرة بوصفها اهم ركائز وحدة اي مجتمع.فهذه الزعيمة الأوربية الكبيرة التي زارت العراق مؤخرا في أول زيارة لها خارج إيطاليا بعد وصولها الى الحكم في بلادها في وقت متزامن مع تشكيل حكومتنا برئاسة محمد شياع السوداني تفصل تماما بين شخصيتها كسيدة أنيقة ” انجبر بيها” رئيس أركان أوغندا فتقدم، كاي فطير، لخطبتها، وبين مهمتها كرئيسة وزراء دولة أوربية مهمة ناتجها القومي سنويا لا يقل عن ترليوني دولار وهي تفوق الناتج القومي لدولة مثل روسيا ” خابصة العالم” الذي يبلغ ترليون وسبعمائة ونصف مليار دولار.
هذه السيدة زارت العراق لكونه من منظورها بلدا مهما تريد عقد شراكات معه على كل المستويات وأهمها الاقتصاد.
لكن بماذا جابهنها نحن؟ حين جلست ميلوني الى جانب السوداني تطلعت الى علم بلادها الموضوع الى جانب علم البلد الذي تزوره.
عندما خرجت وجدت الدنيا ” مخبوصة” بالعراق فقط لأن العلم الذي كان مرفوعا خلفها كما يقول العراقيون في السوشيال ميديا هو علم أيرلندا.
حاولت تغلس. سألت ماذا عن لقاءاتها وتصريحاتها واشاداتها بالعراق والعراقيين. قيل لها لاصوت يعلو على صوت العلم الإيرلندي. سألت مستغربة.. معقولة. نعم معقولة.
بالعراق الذي لم يتفق اهله على علم موحد منذ نصف قرن اكثر شي يهمهم عندما يزور مسؤول منهم دولة أو عندما ياتيهم زائر من دولة سوى العلم والعلم فقط. اما الباقي فمتروك لمعروف الرصافي.. كل عن المعنى الصحيح محرف.