موسم الحملات الانتخابية .. اناقـة المرشحات ووعود المرشحين تغازل اصوات الناخبين
مع الانطلاق الرسمي للحملات الانتخابية للائتلافات والكيانات السياسية التي استبق مرشحوها الموعد للترويج مبكرا لبرامجهم الانتخابية استعدادا للمشاركة في العملية الانتخابية المقررة في 12 ايار المقبل ، رغم تعهد المفوضية بمحاسبة المخالفين ومقاضاتهم وفق القانون ، لم يترك اولئك المرشحون وائتلافاتهم حيزا دون استغلاله لترويج حملاتهم الانتخابية بعد ان اكتظت شوارع العاصمة وضواحيها بصور المرشحين . كما ازدحمت مواقع التواصل الاجتماعي بتغريدات وشعارات تلك الحملات .
لكن الكتل السياسية ابتكرت اسلوبا جديدا غازلت فيه الناخبين لكسب اصواتهم ، بعد ان لجأت لاطلاق شعاراتها الانتخابية باللهجة الشعبية منها ” احنا كدها ” ، ” احنا غير” ، ” عيش مدني” ، ” ايد بأيد للتغيير ” . ولعل المفارقة الاخرى كانت في دخول مرشحين ووجوه جديدة الى مضمار الانتخابات بالحديث عن مشاريع الاعمار وفرص الاستثمار ورعاية الكفاءات .
فيما استثمر اغلب المرشحين حاجة المواطنين وهمومهم فاطلقوا شعاراتهم مبكرا بعناوين عشائرية كوسيلة لحشد الأصوات حتى قبل الموعد الرسمي لانطلاق موسم الحملات الانتخابية ، كما روج بعضهم برنامجه الانتخابي عبر لافتات عُلّقت وسط الساحات العامة، وقام اخرون بتنظيم مهرجانات انتخابية في بعض المناطق مدقعة الفقر ، كما تبنى مرشحون اخرون حملات زيارة المراقد والعتبات المقدسة وكذلك تقديم المساعدات الغذائية والعينية للنازحين، فضلا عن الوعود بتعيين العاطلين عن العمل من الخريجين الجدد ، وهو الامر الذي نبه له مجلس الوزراء بالاعلان مؤخرا عن ازدياد المخاطبات الرسمية الواردة إلى الأمانة العامة ومكتب رئيس مجلس الوزراء، من أعضاء مجلس النواب بشأن مطالب المواطنين في بغداد والمحافظات ، مبينا في الوقت نفسه ان ” هذه الطلبات شبه مستحيلة التنفيذ لعدم وجود تخصيصات مالية ، ما يفسر ذلك على انها دعاية انتخابية ، بالاضافة الى عدم محاولة اعضاء مجلس النواببتقديم مثل هكذا طلبات طيلة السنوات الاربع الماضية الى مجلس الوزراء “.
بالمقابل تسابق مئات المرشحين من النواب الحاليين واعضاء مجالس المحافظات وحكوماتها المحلية ، لخوض الانتخابات وهم مازالوا يستخدمون سلطاتهم ، حيث انبرى عدة نواب يمثلون كتلا سياسية مختلفة ، لاكساء بعض الشوارع ومد شبكات الصرف الصحي ورعاية المحتاجين .
كما تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة اخرى لمرشحين يشرفون على تنفيذ مشاريع خدمية وتوزيع هدايا عينية على الفقراء والمحتاجين في مسعى لكسب أصواتهم .
لكن الوعود التي يطلقها المرشحون عبر تنظيم المهرجانات العامة وتوزيع الدروع الفخرية لم تعد كافية وحدها لاستمالة الناخبين وكسب اصواتهم، لذا لجأ اغلبهم الى مضافات ودواوين العشائر كوسيلة مجانية بديلة لكسب الأصوات واقناع الناس ببرامجهم الانتخابية.
ومع انضمام الصحفيين والاعلاميين والرياضيين والنخب الاكاديمية لخوض السباق الانتخابي المقبل ، كان الحضور النسوي فاعلا وسريعا ، خلافا للانتخابات السابقة ، اذ تداولت مواقع التواصل الاجتماعي تغريدات عن ترشيح الفنانة الاستعراضية ملايين لخوض الانتخابات المقبلة ، وهو ماحظي بمباركة العديد من الناخبين الذين دعموا ترشيحها لتغيير الوجوه السابقة .
فيما واصلت النائبة جميلة العبيدي صاحبة مشروع تعدد الزوجات ، الترويج لحملتها الانتخابية عبر تقديم عرض للرجال المتزوجين لتزويجهم مرة اخرى مع تحملها كافة مصاريف الزواج، بحسب اعترافها .
يأتي ذلك مقابل برامج بعض المرشحات الجديدات اللواتي لفتن الانظار باطلالتهن الشبابية وطروحاتهن التي تحدثن فيها عن المشاركة في بناء الوطن والنهوض بمستقبل البلاد ، فيما تداولت مواقع اخرى جانبا لدعايات بعض المرشحات ممن اعتمدن على اناقة مظهرهن ركنا اساسيا في اقناع الناخبين وكسب اصواتهم .
ومن المقرر اجراء الانتخابات البرلمانية في الـثاني عشر من شهر أيار المقبل، حيث يتنافس 7 آلاف و367 مرشحًا من 18 محافظة عراقية، على مقاعد مجلس النواب البالغة 329 مقعدًا. حيث كانت مفوضية الانتخابات صادقت على قوائم المرشحين في وقت سابق استعدادا للمشاركة في الانتخابات البرلمانية .
وقد اعلنت المفوضية ان الحملات الاعلامية التي انطلقت يوم امس السبت ستنتهي قبل 24 ساعة من بدء الاقتراع ، لاتاحة الفرصة للمرشحين للاعلان عن برامجهم الانتخابية والتعريف بانفسهم للناخبين ، كما تعهدت باتخاذ الاجراءات القانونية الكفيلة بتطبيق العقوبات المنصوص عليها في القانون الانتخابي وتنفيذ الفقرات الواردة في نظام الحملات الانتخابية رقم (11) لسنة 2018 والخاصة بمن يخالف ضوابط الحملات وفق المادة (22) من النظام المذكور .