موسم الحج السياسي إلى أكواخ الفقراء
بقلم مهدي قاسم
يبدو وكأنما قد قيُض لبعض العراقيين أن يُلدغوا من الجحر لعشرات مرات بدلا من مرة أو مرتين ، وذلك بسبب تصديق خدعة وتضليل ودجل الساسة والأحزاب الفاسدة ، و هذا غالبا ما يحدث في أعقاب أحداث سياسية حافلة ، و خاصة في موسم انتخابات وشيكة ، لكي يؤثروا على الناخبين و يخدعونهم مجددا بوعود معسولة شكلا و مسمومة باطنا ..غير أن ما يؤسف له من كونه مبعث إحباط أيضا ، هو استقبال آلاف من الناس لهؤلاء الساسة المتنفذين وزعماء الأحزاب اللصوصية استقبالا حافلا و بهيجا حارا ، كله حماس وهتافات وإلقاء قصائد ترحيب وتكريم وتعظيم عصماء وذبح الخراف وسفح دماء الأضحية تحت أقدام هؤلاء الزعماء العظماء لحد قشرة البطيخ ! ، و الطامةالكبرى في هذا الأمر هو : أن هذا ” الجمهور ” أو ذاك على دراية تامة ومعرفة كاملة من أنه يوجد بين هؤلاء الزعماء والساسة المتنفذين من هو مشتبه به لوجود ضده وكذلك ضد أغلب الساسة و الزعماء المشبوهين ملف قضايا فساد محفوظة أو عالقة بحكم العلاقات المتداخلة بين هؤلاء الساسة الفاسدين و بعض من مسؤولي القضاء ..وعودة إلى ظاهرة تملق ” الجمهور” لهؤلاء الساسة والزعماء و ردحهم و احتفائهم به بشكل مبالغ به ، تُشير إلى أن هذا ” الجمهور ” لا يتعظ من سلسلة أخطائه السابقة و المدمرة لحاضر ومستقبل المواطنين العراقيين ،عندما صدق و يصدق أو يتظاهر بالتصديق لأكاذيب هؤلاء الزعماء وقادة الأحزاب ووثق ويثق بهم تمهيدا ــ كالعادة ــ للتصويت لصالح أحزابهم وتنظيماتهم و تياراتهم لتثبيتهم في السلطة لمرات عديدة ، بالرغم من أن رائحة فسادهم النتنة والكريهة قد وصلت إلى أبعد مكان ، وأثارت استغراب ودهشة العالم من حجم وضخامة السرقات الخيالية بمئات مليارات دولارات التي تعرض لها المال العام العراقي على أيدي هؤلاء الساسة والزعماء اللصوص في غضون السنوات الماضية ..فمتى يترك هذا القسم الرث والبائس من” الجمهور ” ظاهرة التملق للساسة والزعماء اللصوص ويتصرف بوعي وطني ومسؤولية تاريخية من خلال نبذه نبذا قاطعا لهؤلاء الزعماء وأحزابهم و من ثم يرفضهم رفضا مطلقا ، بل ويفضح لصوصيتهم ، بدلا من أي تصويت لهم في الانتخابات المقبلة .