مواضيع صلاة الجمعة كيف نريدها ؟
د . خالد القره غولي
ما أن جلسنا يوماً نستمعُ إلى خطبة الجمعة إلا وإنهالت علينا صواريخ جهنم والعذاب في النار وحجم وصفات الغرف التي سنتعذبُ فيها !
طبعاً درجة الحرارة في صيف العراق تتجاوز الخمسين أحياناً ودرجة البرودة قريبة للصفر ولا تنفعُ فيها كل أجهزة التبريد والتكيف بدءاً من المراوح ووصولاً إلى المكيفات الكنتورية .. جهنم ونار وعذاب وسحل وكأننا كفرة مشركون ؟!
زميلُ لي تجاوز هذا الأمر وجلستُ أستمعُ إليه في جمعةٍ قديمة ومع أنه يزنُ أكثر من مئة كغم ويرتدي عباءةً عربية نادرة ويضعُ عطراً فرنسياً ( دنهل ) وساعةً نادرة ويستلم راتباً شهرياً يتجاوز الثلاثة ملايين دينار ..
تعمق في وصف جهنم ونزل إلى وصف غرفها وسرادقها ونوعية المعادن التي سنتعذب فيها .. الخ تضايقتُ جداً وأحسستُ بضيق النفس وقررتُ أن أخرج من المسجد لكنني صبرت حتى إنتهت صلاة الجمعة وتكلمت معه على إنفراد بضرورة إختيار مواضيع أخرى بدلاً من هذه المواضيع لأن الخطاب الموجه إلى المصلين يبقى في دائرة الترغيب لأنهم داخل حدود المسجد ويعبدون الله ويؤدون فرائضه ..
وإقترحت عليه مقترح الحديث عن الجنة والنعيم الذي سيجده المؤمنون فيها والحور العين وأنهار العسل واللبن والخمور الحلال والحدائق الغناء .. أو في الشوارع وإحترام أنظمة المرور وسقوط آلاف العراقيين ضحايا لهذه الكارثة وإعتبار كل سائق سيارة أو ستوتة أو ماطور أو بايسكل أو حتى سيراً على الأقدام يسير عكس إتجاه السير إرتكب كبيرةً من الكبائر ولنرى معاً أيهما سيكون تأثيره على صفوف المسلمين وحياتهم.