من يطفئ الحرائق؟
مازن صاحب
في وقت تصدر بيانات الادانة والتنديد لاتفه الأسباب ما دامت تتفق مع ميول تيجان الرؤوس في جاهلية عراقية متجددة في القرن الحادي والعشرين صمت الابواق وجفت الصحف لكي ترفض هيجان السلاح المنفلت في حملة انتخابية مبكرة، مرة في قصف للسفارة الامريكية انتهت الى مقتل طفلة وجرحى واخرى في احداث الناصرية وثالثة في سقوط صاروخ على مصفى في منطقة الصينية قرب بيجي، حتى في الحرب الاهلية الصومالية لم ينفلت عقال العنف مثلما هو اليوم من اجل مسميات وتقاليد ابسط ما توصف انها لاتمت للتقاليد والاعراف العراقية بصلة ..وتمثل اقسى ممارسات مفاسد المحاصصة التي يفرح بها الغرماء في العملية السياسية مثل ما فرح اخوة يوسف بدم كذب فقط لاقناع من يراد اقناعهم بالذهاب الى صناديق الاقتراع ومنع من مطلوب منعهم من الاشتراك في الانتخابات المقبلة.مقارنة كل هذه الاحداث مع منهج المرجعية الدينية العليا ممثلة في بيان مكتب المرجع الديني السيد السيستاني بعد زيارته من قبل ممثلة الأمم المتحدة والتي رحبت بما ورد فيها اغلبية الكتل البرلمانية بكونه يمثل خارطة طريق لانتخابات حرة، نزيهة، عادلة، وعلى خط مواز ما ورد في البرنامج الحكومي الذي اقره مجلس النواب واعتبر تكليفا لحكومة السيد الكاظمي تهيئة الظروف المناسبة لامن وامان المرشح والناخب وصناديق الاقتراع، فما حدا مما بدا لكي تتصاعد اعمدة اللهب وتنفث السموم لتغير بوصلة خارطة الطريق التي وضعتها كلمات المرجع الاعلى وإلغاء مهمة البرنامج الحكومي؟ربما سيقول قائل هذه جماعة منفلتة بلا رابط سياسي أو منهجي مع هذا الطرف او ذاك وربما ايضا تصدر براءة من أفعالها ايضا من هذا الطرف او ذاك لكن الحقيقة النهائية واضحة فلا تغط شمس الحقيقة بغربال الاضاليل، هذه النتيجة معبر عنها ببؤس أهلنا في الوسط والجنوب لاسيما ذي قار العزيزة ..ونسب الفقر التي وصلت الى ٥٢% حسب ارقام وزارة التخطيط في السماوة ونسب اقل بقليل في الناصرية والديوانية فيما تتجه الحلول نحو نظام كونفيدرالي يؤكد ان الاقليم الكردي والاقليم السني المقبل يرضعون نفط العمارة والبصرة ..فيما يتواصل البناء في محافظات كردستان وما نشهده في الانبار مقابل هذا البؤس في البصرة وذي قار والديوانية وغيرها، اليس فيكم رجل رشيد!لم ان الترويج العقائدي في الالتزام بما تقوله المرجعية الدينية العليا مجرد تدليس سياسي يروج من اجل مقاعد اكثر فب مجلس النواب ..اتقوا الله بالشعب فحتى الصومال لم تمارس جاهلية القرن الحادي والعشرين وما ينقل اليوم عن رواندا وغيرها من الدول الأفريقية ..لتبدو اليوم افضل من العراق .. ولله في خلقه شؤون!