من مذكرات برزان التكريتي الحقلة الثامنة
السبت 21 -10 – 2000 بقول برزان تناولت فطوري وجلست امام التلفزيون اراقب اجتماع قادة العرب في مؤتمر القمة
استمعت لكلمة الاردن كانت حل وشد بالنسبة للقضية الفلسطينية وقضية الحصار على العراق مثل ابوه فمن شابه أباه فلا ظلم
وكانت كلمة ولي عهد ال سعود كانت كلمة تشبه كلمة تقال في مهرجان خيري لجمع التبرعات وكان الهدف منها واضح هو اظهار موقف ال سعود على انه يتضامن مع الفلسطينين من خلال التبرع بالمال ومقترحات صناديق لمساعدة الفلسطينين
وقال استمعت الى كلمة العراق التي قدمها عزت الدوري كانت قوية جدا حيث تطرق لمواجهة الموقف مع اسرائيل وان الطريقة الوحيدة هي طريقة الجهاد واضاف برزان ان هذه الكلمة اعدها صدام واعطائها الى عزت الدور ليقوم بقراءتها وبعد ان اكملها قال هذه رسالة صدام الى المؤتمر رغم ان هذا الكلام اي رسالة صدام لا تجدي نفعا ولا قيمة لها بل انه يعقد الامور مع البعيد والقريب وهذا رأي طارق عزيز الذي كان ممتعض من رسالة صدام كما كان وزير الاعلام همام عبد الخالق مثل الاطرش بالزفة
ثم القى الرئيس اليمني كلمة حماسية قال حسني مبارك بعد ان انهى كلمته شكرا رئيس اليمن على كلمتك الحماسية وضحك (وهذا دليل على ان الحكام العرب احدهم يسخر بالآخر واحدهم ضد الآخر وكل واحد منهم يريد ان يظهر انه قائد العرب لهذا لم يتفقوا على شي في كل قممهم بل بعد كل قمة يخرجون اكثر انقساما واكثر خلافا والضحية الشعوب العربية وكان السبب الاول في عدم اتفاق الحكام العرب هو صدام وكان من قبله جمال عبد الناصر) وهذه حقيقة لا يمكن انكارها وتجاهلها
ويضيف برزان ثم تكلم الرئيس السوري وكان كلامه شبيه بمحاضرة وليس كلمة في هذه المناسبة واخذ يعدد الحكام العرب ورفعت الجلسة كانت الكلمات طويلة ولاحظت ان جميع الذين يقتربون من الحقيقة يقولون ولأكثر من مرة ان كلامهم هذا يجب ان لا يفهم على انه تحريض على الحرب ( وهذا يعني انهم خائفون اولا من اسرائيل ومن شعوبهم ثانيا لهذا فانهم مع اسرائيل بالسر وانهم يخدعون شعوبهم في الظاهر)
كان صدام في كل مواقفه صلب وعنيف جدا من خلال بيان صدام الذي نسبه الى القيادة القومية للحزب كان طويل وعنيف ويتضمن وصف قاسي للحكام المشاركين في مؤتمر القمة كان برزان يتمنى ان يكون الخطاب العراقي هادئ وعقلاني ومتوازن لان الخطاب العنيف سيظهر العراق مجرد مزايد على الاخرين ويريد الخروج من الورطة
واكد برزان ان صدام كان يعتقد ان هذا الخطاب الناري والعنيف سيدفع الشعوب العربية الى الثورة ضد حكامها ومن ثم الاطاحة بهم ويزيحهم ( وهذا دليل واضح على جهل وغباء صدام) ثم يقول برزان ان القيادة التي تريد ان تعيش لتحكم لا تتوقع منها خير ( لا شك ان صدام وزمرته في مقدمة هذه القيادات)
ثم يقول ان عهد الانقلابات العسكرية قد انتهى لان الحكام العرب حولوا جيوشهم الى جيوش استعراضات وحفلات ( لا شك ان جيش صدام كان في مقدمة هذه الجيوش) لهذا فانه يطلب من صدام ان يغير قناعته فلا قائد اوحد ولا وحدة عربية على طريقة مشيل عفلق الخيالية والغير عملية ومن اليوم الاول لاعلان الفكرة اصبح رواد الوحدة يتأمرون بعضهم على بعض بسببها واتضح ان فكرة الوحدة العربية مع مرور الزمن اصبحت غير عقلانية وغير مقنعة لدى كل العرب وفي المقدمة البعثيين لكنهم لم يستطيعوا القول لانهم يعلمون اذا طالبوا بتعديل الوضع سوف تطير روؤسهم
ثم يرجع كل ما حدث في العراق من فوضى وفساد وسلبيات وارهاب هو غياب الديمقراطية في حزب البعث وتوقع ان العراق يسير الى كارثة تطيح بالاخضر واليابس
ويصف برزان تفكير صدام وعقليته بقوله مع الاسف منذ بضعة سنين مثل راهب جالس في محراب ويتعبد ويقول لا اعرف السبب ولا استطيع ان اجزم بان هذا الوضع هو الصحيح هل هو تكتيك ام استراتيجي انه اخذ يميل الى الدين والمجموعات الدينية المتطرفة ( فعلا الى المجموعات الوهابية القاعدة داعش وغيرها) ويعتبر برزان هذه الحالة ورطة حقيقية لان صدام يريد ان يركب موجة الدين والمجموعات الارهابية الوهابية للوصول الى اهدافه ( وهذه حقيقة الطاغية صدام انه يركب اي موجة ويقف مع اي جهة توصله الى الحكم وهذا هو السبب الذي جعل الشيعة في حالة من
الغضب والثورة لانه جعل من الفلوجة بؤرة للكلاب الوهابية وسمح لهم بذبح الشيعة خلال حكمه و بعد قبره) حيث بدأ صدام يتحالف ويتعاون مع المجموعات الارهابية الوهابية المعادية للعراقيين وخاصة الشيعة ويؤكد برزان بان هذه الاستراتيجية فاشلة وكما فشلت الوحدة الاندماجية التي دعا اليها مشيل عفلق والتي قرر صدام تطبيقها
فكان صدام يرى في التقرب من الجهات المتطرفة الوهابية وسيلة للخروج من مأزفه ومن ثم يضربهم وهذا الاسلوب استخدمه عبد العزيز ال سعود واستخدمه جمال عبد الناصر
مهدي المولى