من بلد مثقل بالديون إلى قاطرة الاقتصاد العالمي.. أهم إنجازات التنين الصيني
في الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، يتواصل اندفاع التنين نحو المقدمة في جميع المجالات بعد أن أصبحت مرحلة المنتجات الرديئة المقلدة من الماضي.
في سجل الصين الكثير، فهي صاحبة أطول وأضخم سور على سطح الأرض، إلى درجة أنه مرئي من الفضاء.
بطبيعة الحال هذا صرح تاريخي بني في العصور الغابرة، لكن إنجازات الصين لم تتوقف، فعلاوة على أنها كانت مهدا لكرة القدم، وللحرير وللورق وللطباعة وللعملة الورقية وللبوصلة بل ولفرشاة الأسنان، فهي الآن أيضا صاحبة أسرع قطار مغناطيسي معلق في العالم تصل سرعته إلى 620 كيلو مترا في الساعة.
وتمد الصين بنشاط في السنوات الأخيرة أيديها إلى الفضاء البعيد وإلى أعماق البحار والمحيطات، وقد أرسلت مسبارها إلى الجزء المظلم من القمر بعد خطوات كثيرة مشابهة، بلغت ذروتها في بناء بكين لمحطتها الفضائية الخاصة.
وترسل الصين نظرها إلى المجرات البعيدة بواسطة تليسكوب “فاست” اللاسلكي الكروي الذي يبلغ قطره الدائري 500 متر، ويعد الأكبر من نوعه في العالم.
ولم تترك الصين ميدانا إلا اقتحمته، ورغم أن التقديرات التي توقعت في الماضي أن يتفوق الاقتصاد الصيني على الأمريكي بحلول عام 2020، لم تصدق، إلا أن وزير الصناعة الصيني السابق، مياو وي يقول إن بلاده ستتخطى الولايات المتحدة بعد 30 عاما.
ويبدو أن الصين بأكبر سكان على الأرض، وبأكبر جيش، تعمل ليل نهار لتحقيق هذا الهدف، وهي أنزلت إلى الماء مؤخرا أول حاملة طائرات صنعت بالكامل في الصين، وتحتفظ منذ سنوات بأسرع حاسوب في العالم، وغواصتها “التنين” وصلت إلى عمق 7000 متر، محققة بذلك أول رقم قياسي في هذا الميدان النادر.
كان هذا البلد نهاية السبعينيات مثقلا بالديون وبإجمالي إنتاج محلي متواضع، وكانت منتجاته بالكاد تجد أسواقا، لكن الوضع الآن تغير وانقلب رأسا على عقب، وهو الآن صاحب أكبر اقتصاد بعد الولايات المتحدة، ناهيك عن الهيبة العسكرية والثقل السياسي المتزايدين، فمن يستطيع أن يقف في وجه هذا التنين الضخم الذي ووصفه ماو تسي دونغ يوما بأنه قطعة لحم كبيرة لا يستطيع أحد ابتلاعها!.