من أولوية واجبات الدولة حماية الأطباء والممرضات على جبهة كورونا
بقلم مهدي قاسم
بسبب عدم توفر مستلزمات الحماية الصحية من أقنعة و ألبسة وكفوف من نوع خاص الذي يضمن الوقاية الكاملة للممرضات والأطباء المقاتلين على الجبهة الساخنة ضد كورونا فقد مات عدد ليس قليل من أطباء وممرضات من جراء إصابتهم بفيروس كورونا ، بحكم احتكاكهم المباشر مع المصابين بهذا الوباء من خلال قيامهم بواجبات العناية والمعالجة على مدار أربع وعشرين ساعة ، فضلا عن إجهاد وإرهاق و إنهاك شديد بسبب العمل المتواصل ، ولكن يبدو أن وفاة أعداد كبيرة منهم ، بعد إصابتهم ، قد برهن على أن الدولة أو الحكومة السابقة و كذلك الحالية إلى حد ما ، لم تأخذ هذا الجانب بنظر الاعتبار ، و أنها قد تعاملت مع حياة المواطنين وكذلك الأطباء والممرضات باستخاف كبير ، مثلما تعاملت مع باقي الفئات والشرائح الاجتماعية الأخرى ، و كذلك طبيعة الإجراءات التي اتسمت بالتراخي أو بعدم الجدية القصوى ، مثلما كان يجب و ينبغي أن تكون مع اتخاذ خطوات استباقية و إجراءات أخرى على صعيد فرض شروط و فروض الحظر الصحي أو التباعد الاجتماعي الصارمة ، مع فرض عقوبات مالية كبيرة أو ، حتى القيام بتحريك إجراءات جنائية ضد كل من لا يلتزم بهذه الإجراءات أو يستخف بها برعونة أو طيش في حالة تكرار ذلك مرارا ، و حيث كنا من أوائل المنادين أو المطالبين بفرض مثل هذه الإجراءات الصارمة في بدايات انتشار فيروس كورونا في العراق وفي منتصف الشهر الواحد و الثاني من هذه السنة على نطاق ضيق في حينه ، لأننا توقعنا( عبر عدة مقالات نُشرت في صحيفة صوت العراق ويمكن العودة إليها الآن ايضا ) انطلاقا من تجارب بلدان أخرى انتشر فيها وباء كورونا وحيث توقعنا أنه سيُنتشرفي العراق حتما و على نطاق واسع و شاسع أولا بشكل أفقي وبعد ذلك تصل للذروة ، أن عاجلا أو آجلا ، و إذا انتشرفي العراق على نطاق واسع ، فأنه سيكون من الصعب السيطرة عليه ، ليس بسبب انفلات و استهتار بعض الفئات الشعبية المعروفة بإيمانها بالخرافات والغيبيات ( والتي رأينا كيف كانت تتحدى فيروس كورونا بينما بعضهم مصاب الآن بكورونا و يبكي يائسا بدون أي معين أو شفيع ) ، إنما بسبب ضعف وهزالة الجهاز الصحي في العراق ، بفضل جهود وزيرة الصحة السابقة واللصة الماهرة عديلة العدولة التي رأت أن تزّود المستشفيات بنعال خارقة وعارفة بكل أسرار الطب والطبابة المعاصرة ، كأفضل تقنية صحية متطورة في العراق !!….