من أجل إعادة بناء المنظومة التعليمية
حسن النصار
واحدة من التحديات التي تعاملت معها وزارة التعليم العالي هي مطالب التعيين سواء في التخصصات المرتبطة بنوع التحصيل العلمي، أو الإنخراط في مؤسسات الدولة المختلفة وفقا للظروف الموضوعية التي تتطلب أن يتم التعامل وفقا للمعطيات على الأرض، وقد شهدنا كيف تظاهر عدد من حملة الشهادات العليا في مناسبات سابقة مطالبين بتلك الحقوق القانونية المشروعة التي لم يتم التعامل معها بالجدية التي تستحق في حينه، وتحملت الحكومة الحالية أعباء ذلك.
التصريحات الأخيرة للسيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي التي صبت في التاكيد على الجدية في إيجاد فرص عمل لحملة الشهادات العليا أشارت الى حجم الإهتمام بهذا الملف خاصة مع الإتجاه الى التنوع في إيجاد تلك الفرص سواء في وزارة التعليم، أو الوزارات الأخرى، أو ضمن ملاكات الجامعات والمعاهد المنتشرة في عموم البلاد، مع فتح الباب واسعا أمام الكليات والجامعات الأهلية المعتمدة لدى الوزارة، والتي تستقبل آلاف الطلاب سنويا حيث يشير السيد الوزير الى إمكانية تعيين حملة الشهادات العليا في تلك الكليات مع مايتوفر لها من إمكانيات، ومايتيسر لها من دعم الوزارة والحكومة أيضا خاصة وأن الموضوع يتصل بفئات المجتمع كافة المهتمة بهذا الأمر.
لم تغفل تصريحات وزير التعليم العالي الدكتور نبيل كاظم عبد الصاحب أهمية العمل على تحديد الأجور الدراسية لطلاب الدراسات العليا، وطلاب الكليات الأخرى بالنظر للظروف الموضوعية التي تحيط بالحالة العراقية، وماتسببت به جائخة كورونا التي ألقت بظلالها على مناحي الحياة المختلفة، وحجمت قدرة المواطنين على تلبية تكاليف الدراسة المرتفعة، ومايشير الى أهمية الإجراءات المتبعة في هذا الصدد هو التعاون مع بقية الوزارات والمؤسسات، وخاصة السفارات العراقية في الخارج لدعم ظروف المبتعثين في دول حول العالم، وتسهيل إجراءات السفر والإقامة وتذليل المصاعب التي تواجههم، وكذلك الدراسة عن بعد بسبب الجائحة العالمية.
وزارتا التربية والتعليم في الحكومة العراقية تخطوان بشكل متوازن لتلبية الحاجات المتزايدة، مع إرتفاع اعداد الطلاب والدارسين في المدارس والإعداديات والمعاهد والكليات والجامعات في الداخل، ومايحيط بذلك من ترتيبات إدارية ومالية، ومايتطلبه وجود آلاف الطلاب في الخارج، ونحن نعتقد أن هناك المزيد من العمل والتخطيط الذي يواكب كل تلك التحديات خلال الاشهر المقبلة لنصل الى حالة التوازن بين المطلوب، والممكن تحقيقه.
