منظمة الأغذية والزراعة تؤكد الالتزام بتمكين الفئات الأكثر ضعفاً في العراق
أصدرت منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي في العراق، اليوم الثلاثاء، بیاناً مشتركاً بمناسبة يوم الأغذية العالمي، فيما أكدت المنظمة التزامها بتمكين الفئات الأكثر ضعفاً في العراق.
وذكر بیان مشترك من منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي في العراق، تلقته (الاولى نيوز)، أن “العالم يواجه خطراً عاماً آخر من الجوع القياسي حيث استمرت أزمة الغذاء العالمية في دفع المزيد من الناس إلى مستويات متدهورة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهو أمر حذر منه كل من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة (برنامج الأغذية العالمي)، في يوم الأغذية العالمي (المصادف 16 تشرين الأول)”، داعياً إلى “اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأسباب الجذرية لأزمة اليوم حيث يواصل العالم مواجهة تحديات بلا حدود، بما في ذلك العراق”.
وأضاف البيان أن “العراق المعروف باسم “بلاد الرافدين”، شهد موجة جفاف متزايدة خلال العامين الماضيين، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض هطول الأمطار وهو الأدنى منذ 40 عاماً، بالإضافة إلى انخفاض تدفق المياه في دجلة والفرات والأنهار”، مبيناً أن “ذلك أدى إلى تدهور الأراضي الصالحة للزراعة، وزيادة ملوحة المياه والتربة، ما أسهم في خسارة كبيرة لسبل العيش وزيادة الضغط على الميزانية الوطنية للدولة، التي تستورد الحبوب لضمان توافر الغذاء الكافي للسكان”.
وقال ممثل برنامج الأغذية العالمي في العراق، علي رضا قريشي: إن “العراق لا يزال من أكثر البلدان تأثرا على مستوى العالم بالآثار الضارة لتغير المناخ، ما لم يتم تنفيذ التخفيف والتكيف، وقد لا يكون المستقبل واعداً للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة والفئات الهشة في العراق، “، مضيفاً: “نحن في برنامج الأغذية العالمي نعتقد أن الغذاء هو الطريق نحو السلام، وبالتالي، يجب اتخاذ إجراءات جادة على الفور، قبل حكومة العراق والمجتمع الدولي لاعتماد انظمة غذائية ذكية مناخيا وبناء القدرة على الصمود على المدى الطويل من أجل ضمان أن العراق وأفراده قادرون على التكيف في هذه الأوقات العسيرة “.
وتابع البيان أن “شعار هذا العام ليوم الأغذية العالمي لا تترك أحدا يتخلف عن الركب إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل وحياة أفضل، يؤكد على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات متضافرة لضمان حصول الجميع على غذاء كاف وصحي وبأسعار معقولة مع تعظيم الاستدامة البيئية على وجه الخصوص في العراق ،إذ يؤثر تغير المناخ بشكل غير متناسب على فقراء الريف،محاصيلهم الزراعية وإنتاجيتهم “.
وأكد ممثل منظمة الأغذية والزراعة في العراق صلاح الحاج حسن أن ” لكل منا دور يلعبه في تحويل النظم الغذائية لصالح الناس والكوكب”، موضحاً أن “منظمة الأغذية والزراعة تلتزم بتمكين الفئات الأكثر ضعفا في العراق، بما في ذلك النساء والشباب، من خلال التحول إلى أنظمة اغذية زراعية أكثر كفاءة وشمولية، واستدامة، ومرونة”.
وبين أنه “نحتاج إلى العمل في تضامن عالمي لضمان عدم تخلف أحد عن الركب وأن نصبح دعاة للمناخ من خلال تقليل الهدر وتناول الأطعمة المغذية، ولاسيما الأطعمة الموسمية والمنتجة محليا والاهتمام بالموارد الطبيعية مثل التربة والمياه”.
وأوضح أن “العراق وضع في عام 2021 خطة لزيادة الكفاءة والشمولية والمرونة والشمولية لأنظمته الغذائية الزراعية كجزء من قمة النظم الغذائية” ،مشيراً الى أنه “تم القيام بذلك لضمان حصول الجميع في كل مكان على ما يكفي من الغذاء الميسور التكلفة ليعيشوا حياة نشطة وصحية”.
ولفت الى أن “20% من القوى العاملة في العراق تعمل في القطاع الزراعي، وهو ثاني أكبر مساهم في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بعد قطاع النفط، ويمثل %5 من إجمالي الناتج المحلي، وبالتالي، فإن التنمية الزراعية أمر بالغ الأهمية للسماح للعراق بتحقيق رؤيته الاقتصاد أكثر تنوعا، بالإضافة إلى توفير فرص العمل وتعزيز مشاركة القطاع الخاص، في هذا الصدد” ،مؤكداً أنه “يجب القيام بعمل عاجل على مستويات الاستثمار في البحث والتطوير في محاولة لجعل الزراعة أكثر تقدما من الناحية التكنولوجية وقادرة على التعامل مع الظروف المناخية المعاكسة وقابلة للاستمرار مالياً في البلاد، بالإضافة إلى الأعمال الزراعية وسلسلة قيمة التنمية لزيادة هوامش الربح وتشجيع المزارعين على عدم التخلي عن أراضيهم، الأمر الذي لا يضر فقط بدخولهم، ولكنه يؤدي أيضاً إلى زيادة تكاليف الغذاء المحلية ونقص الغذاء، ما يؤثر على مجتمعات بأكملها”.
وشدد البيان على “أهمية مناقشة قضية هدر الطعام، والتي تقلل من توافر الغذاء المخصص للاستهلاك البشري ما له عواقب على البيئة والموارد الطبيعية والاقتصاد”، لافتاً الى أن “منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي سيواصلان العمل جنباً إلى جنب مع الحكومة والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني لإعطاء الأولوية للأمن الغذائي وزيادة الإنتاج الغذائي المحلي وتعزيز صمود الأسر الأكثر ضعفاً”.
وأكد أن “العمل المشترك الفوري هو السبيل لضمان الأمن الغذائي والتغذوي المستدام مع عدم ترك أي شخص يتخلف عن الركب”.
يذكر أن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) هي وكالة متخصصة تقود الجهود الدولية للقضاء على الجوع، ويهدف إلى تحويل أنظمة الأغذية الزراعية، وجعلها أكثر كفاءة، وشمولية ومرونة واستدامة من أجل إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل، دون ترك أي شخص يتخلف عن الركب، وهدف الفاو هو تحقيق الأمن الغذائي للجميع والتأكد من حصول الناس بانتظام على ما يكفي من الغذاء عالي الجودة ليعيشوا حياة نشطة وصحية، مع أكثر من 194 عضواً ،تعمل المنظمة في أكثر من 130 دولة حول العالم.
وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة هو الحائز على جائزة نوبل للسلام العام 2020، وهو أكبر منظمة إنسانية في العالم تقوم بإنقاذ الأرواح في حالات الطوارئ وتستخدم المساعدات الغذائية من أجل تمهيد وبناء مسار نحو السلام والاستقرار والازدهار للشعوب التي تتعافى من الصراعات والكوارث ومن آثار التغيرات المناخية”.