مناطق النزاع.. بؤر كورونا المخفية
يعتقد كثيرون أن بعض الدول التي تشهد حروبا وأزمات نجت حتى الآن من فيروس كورونا القاتل، أو سجلت إصابات لا تزال حصيلتها دون المعدلات العالمية المثيرة للرعب.
تكهنات أكدت الحيثيات وقراءات استشرافية لخبراء أنها نظرية وبعيدة إلى أبعد الحدود عن واقع دول ومناطق تكبلها الصراعات، وتجعل من وجود أرقام دقيقة حول الفيروس أمرا صعب المنال، إما لهشاشة السياسات، وإما لغايات أطراف النزاع أو لكليهما.
جوتيريس يحذر
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، الجمعة، من تأثير فيروس كورونا على المناطق التي تشهد نزاعات، معتبرا أن “الأسوأ لم يأتِ بعد”.
وخلال تقديمه تقريرا حول التطورات الحاصلة، جدد جوتيريس دعوته إلى وقف لإطلاق النار في جميع أنحاء العالم، والتفرغ للمساعدة على التصدي للوباء.
وتابع: “هناك فرصة للسلام، لكننا بعيدون عنها.. الحاجة ملحة.. وعاصفة (كوفيد 19) قادمة الآن إلى جميع مسارح الصراع”.
وحذر من أن “الفيروس أظهر مدى السرعة التي يمكن أن يعبر بها الحدود ويدمر البلدان ويقلب الحياة رأساً على عقب”، معتبرا أن “الأسوأ لم يأت بعد “.
ولفت إلى أن “عددا كبيرا من أطراف النزاعات أبدوا موافقتهم على وقف الأعمال العدائية، وخصوصا في كل من الكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى وكولومبيا وليبيا وميانمار والفلبين والسودان وجارته الجنوبية وسوريا وأوكرانيا واليمن.
ومستدركا: “لكن لا تزال هناك فجوة كبيرة بين الكلام والأفعال (أي) تحويل الكلمات إلى سلام على الأرض وفي حياة الناس”.
الأزمات أرض خصبة لكورونا
توفر الأزمات والحروب الفوضى اللازمة لانتشار الأوبئة والأمراض، في ظل هشاشة أو غياب الأنظمة الصحية، ما يفسر الأرقام الضعيفة لحصيلة الوباء في كل من ليبيا والسودان وغيرها ممن تفتقد لاستقرار يوضح الرؤية، ويدعم السياسات الداخلية في قطاع الصحة بالخصوص.
ففي ليبيا، وتحديدا في غربها الخاضع لمليشيات الوفاق الإخوانية، لم تتعدى حصيلة الوباء 17 إصابة ووفاة واحدة، وفق ما أعلنه مركز تابع لها، رغم أن الليبيين أنفسهم يدركون أن الحصيلة أكبر من ذلك بكثير، ما يضاعف منسوب الهلع في نفوسهم.
ووفق مصادر مطلعة، فإن عددا كبيرا من المرتزقة الذين يشحنهم الرئيس التركي أسبوعيا إلى ليبيا، مصابون بالفيروس، ما تسبب بعدوى مليشيات الوفاق، وتفشي الوباء في طرابلس والمناطق المحيطة بها.
الحوثي يستغل أزمة كورونا
وفي اليمن الذي لم يعلن حتى الآن أي إصابة بالوباء، لا يبدو الوضع مطمئنا، في وقت تستغل فيه مليشيا الحوثي الانقلابية انشغال العالم بمجابهة فيروس كورونا، لتواصل استهدافها للمدنيين، وتعنتها في تفعيل اتفاقيات سابقة برعاية أممية، وتخريب استقرار المنطقة خدمة لأجندة إيران.
ومما يزيد في المخاوف، التكتم اللافت الذي تفرضه المليشيا على جميع ما يخص الفيروس، ما يرجح وجود حصيلة إصابات كبيرة بالوباء في المناطق الخاضعة لها.
والخميس، أعلن الحوثي محمد عبدالقدوس، والذي يشغل ما يسمى بمنصب نائب رئيس مجلس إدارة وكالة “سبأ” التي تسيطر عليها المليشيا، استقالته من منصبه إثر نشره “خبرا مغلوطا” عبر “تويتر”، عن إصابة بفيروس كورونا في اليمن.. استقالة تؤكد مصادر أنها إقالة في ضوء الضغوط الهائلة المسلطة على هذا الملف.
الوضع في أفريقيا
أوضاع لا تختلف كثيرا عن جميع مناطق النزاع، وخصوصا في أفريقيا، وتحديدا في كل من جمهورية أفريقيا الوسطى المثقلة بصراع طائفي لم يضع أوزاره منذ سنوات، أو في الكونغو الديمقراطية المكبلة بهجمات المتمردين المحليين والأوغنديين في مناطقها الشرقية، أو مالي التي لم تنجح حتى الآن في القضاء على الإرهابيين في شمالها رغم التدخل العسكري الفرنسي والدولي.
متابعة / الأولى نيوز