ممثل السيستاني يكشف منهج المرجعية العليا في التعامل مع الشأن العراقي
كشف ممثل المرجعية الدينية العليا عبد المهدي الكربلائي، منهج المرجعية العليا في التعامل مع الشأن العراقي وفتوى الدفاع الكفائي وما جسدته من قيم ومبادئ، مبيناً أسباب الاستجابة الشعبية لها من مختلف طوائف الشعب العراقي.
وقال الكربلائي في تسجيل فيديوي حصل عليه موقع “الائمة الاثنا عشر”، تابعته (الاولى نيوز): إن الفتوى المباركة جسدت في مضامينها الكثير من المبادئ التي وردت في مسيرة الإمام الحسين (عليه السلام) وعلى رأسها نكران الذات والتضحية والإيثار والدفاع عن الوطن والنفوس والاموال والاعراض”.
وأضاف، ان “لسان الخطاب في الفتوى كان موجهاً الى المواطنين ولم يرد فيه ما يشير الى مكون او طائفة معينة، بل ورد فيه الى أبناء الجيش العراقي الذي يضم جميع المكونات، والمواطنين بصورة عامة، والوطن وما يتعرض اليه من مخاطر، والمواطنين بمختلف انتماءاتهم وما يتعرضون اليه من مخاطر”.
وأشار إلى أن “هذا الخطاب كان يعبر عن الهم الوطني للمرجعية الدينية، لذلك كانت الاستجابة عامة ولم تقتصر على طائفة معينة”.
وأوضح ان “المنهج الوطني الذي انتهجته المرجعية العليا في الفترة السابقة ودفاعها عن حقوق ومصالح جميع مكونات الشعب العراقي، كانت تقف مع جميع مكونات الشعب العراقي في التحديات والازمات والمخاطر التي يمرون بها”.
ولفت إلى أن “المرجعية الدينية العليا كان لديها تطابق بين بيانتها وخطبها ومنهجها العملي، لذلك تجدها في المحن والمخاطر التي مرت بها بعض الطوائف العراقية وهم ليسوا من الطائفة الشيعية كما هو الحال في موقف المرجعية من النازحين”.
واستذكر ممثل المرجعية الدينية العليا، موقف السيستاني في توجيه معتمديه بنقل المساعدات والادوية والمواد الغذائية الى احدى المناطق المحاصرة من قبل تنظيم داعش الإرهابي وايصالها الى المواطنين المحاصرين من الطائفة السنية عبر الطائرات رغم ما فيها من المخاطر الكبيرة على حياة المعتمدين.
واستذكر سماحته ايضاً، نقل المساعدات الطبية والمواد الغذائية الى النازحين الإيزديين أثناء فترة محاصرتهم من قبل عصابات داعش الارهابي، وتقديم الدعم والمساندة للنازحين في كربلاء ومخيمات النزوح بقطع النظر عن انتماءاتهم وطوائفهم واستقبالهم وتوفير كل الظروف والامكانات التي تشعرهم انهم ليسوا نازحين، وتوزيع المساعدات المتنوعة في مخيمات النزوح المختلفة دون تمييز.
وأكد، ان “البرنامج العملي الحقيقي الذي انتهجته المرجعية الدينية العليا هي هموم الوطن والمواطن بصورة عامة ، لذلك حصل تناغم وانسجام كبير بين مواقف المواطنين بصورة عامة والمرجعية الدينية”.
يذكر أن المرجعية الدينية العليا أصدرت عام 2014 عبر منبر الجمعة فتوى الدفاع الكفائي عقب سيطرة عصابات داعش الإرهابية على محافظات الموصل وصلاح الدين ومناطق من كركوك والانبار وصولاً الى حزام بغداد.
وشهدت المعسكرات ومراكز التطوع بعد انطلاق الفتوى اقبالاً كبيرً من المواطنين العراقيين من مختلف الطوائف وبمختلف الفئات العمرية لحمل السلاح والتوجه الى جبهات القتال استجابة لفتوى السيستاني بالجهاد الكفائي.
وأسهمت فتوى المرجع الديني الاعلى علي الحسيني السيستاني بالجهاد الكفائي في بث الروح المعنوية لدى القوات الامنية ودعمها بأعداد كبيرة من المتطوعين في استعادة القوات الامنية العراقية لزمام المبادرة واستعادة الاراضي المغتصبة من العصابات الارهابية.