مكر السياسة وضحايا تشرين !!
مازن صاحب
تنوع صخب التعاطي مع تظاهرات اليوم ..كل حسب اجندته فيما جدد شباب العراق التصدي بصدور عارية الا من حب الوطن في تظاهرات سلمية تنشد التغيير الشامل من اجل عراق واحد وطن الجميع. الانتباهة الاولية لرصد تعليقات الأطراف المتعارضة في اهداف ذلك التغيير المنشود تؤشر احتمالات تعرض مشروعية مطالب التظاهرات الى ذات النموذج الذي تماهى مع فعاليات التظاهر فيما قفز على أهدافها ووظفها لاجنداته الحزبية وفق غايات اقليمية ودولية .مكر السياسة اكثر قدرة في التلاعب بتلك الاصوات الداعية للإصلاح الشامل والمطالبة بمحاكمة قتلة ثوار تشرين ومن بعدهم الناشطين المدنيين ..ناهيك عن شعار نزاهة الانتخابات المقبلة واعتبارها تجديد لتاسيس العملية السياسية .هذا المكر لم يواجه بدراية وخبرة شبابية لاسيما قانونيا للتمسك بالأهداف المحددة وفق معطيات الدستور والتزامات قانون الاحزاب بنصوصه التي تمنع مشاركة الاحزاب التي تمتلك أجنحة مسلحة فضلا عن استخدام المال السياسي في الدعاية الانتخابية … مثل هذه الدراية والخبرة القانونية تؤسس لمطالب قابلة لإنجاز .. تجعل سلمية التظاهرات وقوة الاهداف التي تحاول الوصول لها ممكنة ومقبولة لتحريك الاغلبية الصامتة في أكبر حشد شعبي للمشاركة في الانتخابات المقبلة. اما الانغماس في اجندات حزبية عراقية تمثل مواقف اقليمية ودولية فإن تلك الصدور العارية المطالبة بوطن عراق واحد للجميع ..ستجد انها خارج التغطية وبلا بوصلة توصلهم الى أهدافهم.. بل ستكون تلك الاحزاب بتضارب مصالحها الإقليمية والدولية ..مجرد اضافة جندي اخر على رقعة شطرنج الصراع الإقليمي والدولي وانعكاساته في العراق طيلة ١٧ عاما مضت .. وهكذا يسقط الشعار الأساس لهذه التظاهرات ..نريد وطن !! لذلك الامساك بقوة على الاهداف في محاسبة قتلة ثوار تشرين والناشطين المدنيين وتوفير الضمانات من مفوضية الانتخابات ومجلس القضاء الاعلى بنزاهة الانتخابات المقبلة .. يحقق نصف الكأس الفارغ في اهداف ثورة تشرين .. والتحشيد للمشاركة في الانتخابات المقبلة يحقق الجزء الاخر من كأس اهداف هذه الثورة … وهي ايام نداولها بين الناس ولله في خلقه شؤون!!!