” مفيش حد أحسن من حد”
الكاتب : جلال باقر
مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة ومنها الفيس بوك ، أصبحت الشغل الشاغل للكثيرين ويمضون الساعات الطوال امام شاشات الكومبيوتر او التليفون المحمول او الآيباد وغيرها دون أي ملل أو انزعاج .
التواصل مع الاخرين هي متعة بحد ذاتها ، ونشر المواضيع المتنوعة منها المفيدة ومنها المغرضة ومنها الاخبار الكاذبة والتحريضية والعنصرية وحتى تصل احياناً الى الشتيمة او نشر المواضيع الغير لائقة وغير أخلاقية .
وحتى قراصنة الانترنيت وجدوا فرصة للخبث بقرصنة الصفحات الشخصية ونشر مقاطع او صور غير لائقة وغير أخلاقية .
المهم يتعرف المشتركون في هذه المواقع بأصدقاء جدد وعددهم يكبر يوماً بعد يوم ويتم حضر بعضهم او يخرج بعضهم الآخر لاختلاف وجهات النظر او أصابهم الملل أو مشاغل الحياة .
وبحكم ان الجميع لديهم اهتماماتهم المختلفة ، الفن ، الاعلام ، السياسة وغيرها ، يجد المتابع صفحات لشخصيات يحبها ويحترمها ويحاول قد المستطاع ان يتواصل معها وبأسلوب حضاري .
ويقوم بكل سعادة بتصفح الصفحة الشخصية لهذا الفنان او الإعلامي او المفكر ، ويكتب ويعجب ويستمر ، وهو يخاطب أصحابها ، وتمر الأيام الى ان يتفاجأ بأن هذه الصفحة يديرها أناس آخرين مشرفين عليها وصاحبها قد يصله استفسار او اعجاب .
هنا يصيب المتابع لهذه الصفحات الإحباط ، او حتى لا يهم البعض ان كان هو يديرها او غيره فقط ليقول انا اتابع الفنان او الإعلامي او المفكر الفلاني .
للإنصاف هنالك من الفنانين او الإعلاميين وغيرهم ممن يديرون صفحاتهم الشخصية بأنفسهم ويهتمون بمتابعيهم ويجيبون على تساؤلاتهم و إستفساراتهم .
هذه المواقع هي للتواصل الاجتماعي دون أي وسطاء ، وأن تتواصل مع الاخرين وتقرأ ما يكتبون وتجيب وتنشر ، فهي ليست مكاتب رئاسية ، ليكون لهم المشرفين والمشرفين حسب مزاجهم ، او حتى يتم استغلالهم ( اقصد المشرفين ) من قبل هؤلاء دون أي مقابل فقط لأنهم لديهم الشهرة الكافية لتجعل الاخرين يخدمونهم ليل نهار وحتى خارج أوقات الدوام .
ونرى ان الكثيرين يخاطبون هؤلاء بالاسم ظناً منهم ان هذا الفنان او الإعلامي او المفكر جالس ويقرا ما يكتبونه ، ونرى ان هؤلاء يشكرونهم ، وسعداء بما يفعلون ، في الوقت الذي يكون فيه هؤلاء اما خارج المنزل او اصلاً لا يفكرون بالصفحة الرسمية إلا اذا قال لهم المشرفون لديكم عدد كبير من المتابعين او هنالك سؤال يحتاج منكم الإجابة وقد لا يجيبون بحجة انه ليس لديهم وقت .
هنا أقول لهؤلاء جميعاً صفحاتكم الرسمية حق مشروع لكم ولكن أن تكون هذه الصفحات الرسمية يديرها الاخرون وانتم لا علم لكم بها سوى انها موجودة بإسمكم ، او تريدون ان تظهروا انكم تواكبون التطور الحاصل ، أو ان لديكم اهتمام للتواصل مع الاخرين في اللقاءات التلفزيونية او الصحف ، فهذا لا يمكن قبوله .
عندما تكون لكم صفحات رسمية عليكم ان تكونوا متواجدين قدر المستطاع وتتحملوا مسؤولية الصفحة وتشرفوا عليها بشكل مباشر ولو نصف ساعة في اليوم ، او الغوا هذه الصفحات ليحترمكم من يتابعكم ، وتقولوها بصراحة ان وقتكم ضيق ولا يمكنكم التواصل .
وكما يقول إخواننا المصريين ، مفيش حد أحسن من حد .