مفاسد المحاصصة.. من المسؤول؟
مازن صاحب
سؤال طلما طرح في المناقشات المتواصلة لما اصفه بمعضلة النظام السياسي العراقي اليوم في نموذج مفاسد المحاصصة وحكومتها العميقة وسلاحها المنفلت والاجندات الاقليمية والدولية للاحزاب المهيمنة على السلطة.. من المسؤول عن مواجهة تحديات الأسوأ في نتاج هذه المفاسد التي يدافع عنها وعاظ احزابها؟
الامر الاول، الحقيقة الأساسية في الدستور العراقي النافذ عدم وجود هكذا نظام سياسي بل هو اتفاق عرفي اضحى أعلى من الدستور ذاته.الأمر الثاني، أن مفاسد المحاصصة نتاج نظام باكمله من زاخو حتى الفاو ومن مندلي حتى القائم، انتج شريحة مجتمعية تدافع عن امتيازاتها فيه.الأمر الثالث، كل الدعوات للاصلاح الشامل المنشود للدولة العراقية والتي بح صوت المرجعية الدينية العليا في الدعوة اليها لا يمكن أن تخرج من صندوق هذه المفاسد لان كل ما يقال في العلن لا تظهر نتائجه في مصالحة وطنية عراقية بامتياز تلغي نظام المحاصصة وتعود الى الهوية الوطنية العراقية الجامعة والشاملة.
الأمر الرابع، ثمن هذه المفاسد دفع من مدن الجنوب خاصة، بعناوين شتى.. جعلت البصرة تمول موازنة اقليم كردستان مقابل تحالفات سياسية لضمان منصب رئيس الوزراء لهذا الحزب أو ذاك، وعلى الرغم من دماء اولادنا في مواجهة عصابات داعش الارهابية، وجد رئيس مجلس النواب قرار البرلمان الاتحادي باخراج القوات الأمريكية من العراق، مجرد قرارا من الأخ الشيعي الأكبر.
الأمر الخامس، المسكوت عنه في فساد اللجان الاقتصادية وابسط مثال ما نشره مؤخراً الدكتور محمد علاوي المرشح البديل للسيد عادل عبد المهدي.. يكفي جدا .الأمر السادس، ما بديل هذه الاحزاب ومفاسد المحاصصة البغيضة؟الجواب الكبير طرح من قبل المرجعية الدينية العليا وأيضا من قبل خبراء اكاديميبن عراقيين في ندوات ومؤتمرات عقدت في أكثر من جامعة عراقية.. أن تؤسس احزاب جديدة تتعامل ليس مع خطوط العرض للمكونات الطائفية والقومية بل احزابا وطنية عراقية بامتياز تمثل الهوية الوطنية العراقية الجامعة والشاملة.اما من يدافعون عن مفاسد المحاصصة.. ويعتقدون أن ذلك يمثل تسقيطا لكل العملية السياسية … السؤال المقابل لماذا تظاهر شباب ساحات التحرير العراقية يطالبون بوطن!! ولله في خلقه شؤون.