معزوفة قافلة الفاشلين
د. فاتح عبدالسلام
بدأ الموسم الانتخابي، وسوف تعاد الاسطوانات المتعبة مع وجوه مستهلكة تظن انَّ العراقيين من دون ذاكرة، كما ظنَّ بعضهم، انّهم من دون كرامة لأنهم سايروا الفاشلين سنوات عدة قبل أن ينتفضوا في انتفاضة الكرامة في تشرين.
معزوفة الفاشلين المتناسلة في هذه الايام هي التبرؤ من الماضي الاسود الذي منج صنع ايديهم، و انتقاد النظام السياسي القائم بوصفه لم يعد صالحاً وبه حاجة أكيدة للاصلاح، وهي اطروحة انتقائية لامتصاص الغضب المستوطن في النفوس .الفاشلون الذين رآهم العراقيون في كل الاوضاع والمسافات والمواقف والمناسبات، يعيشون طوراً جديداً من الاوهام التي يريدون امتطاءَها للوصول الى السلطة من دون أن يستطيع واحد منهم أن يجيب عن سؤال لماذا يريد السلطة ؟
العراقيون يعرفون الاجابة وقد شهدوها وسبروا أغوارها، ذلك انّ السلطة المقصودة في نظر أولئك الموهومين، هي الغنيمة المسلوخة من جلد الملايين الذين لا يزال أطفالهم أمام مستقبل مجهول لاسيما إزاء ثروة البلاد التي يجري تبديدها على رواتب وامتيازات، فيما لا أفق لخطة أو استثمار في صندوق للاجيال التي ستولد محطمة ومقطعة الآمال حين ترى البلاد صفر اليدين وحطاماً خارجاً من أيدي سياسيين تنفيذيين وتشريعيين يتناسلون الفساد والرذائل السياسية الرخيصة.جيل تشرين، نزف في الشوارع واصطاد الرصاص المحمي ببطانات السلطة بأنواعها خيرة شبابه، لكن لايزال قادراً على التأثير في مجريات الوضع العراقي، ولن يستطيع أحد في المرة المقبلة أن يستخدم المخدر التعاطفي والابتزازي ضدهم ليمر بقافلة جديدة للفاشلين.