مقالات

مشاريع‭ ‬ليست‭ ‬صغيرة

فاتح عبدالسلام

خطوة‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصحيح‭ ‬يجري‭ ‬العمل‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬المشاريع‭ ‬الصغيرة‭ ‬للشباب‭ ‬الذين‭ ‬أكملوا‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬صادقت‭ ‬عليها‭ ‬البنوك‭ ‬المخولة‭ ‬بالتمويل‭. ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬توسيع‭ ‬الرؤية‭ ‬لكي‭ ‬يكون‭ ‬دعم‭ ‬المشاريع‭ ‬الصغيرة‭ ‬ضمن‭ ‬توجهات‭ ‬الوزارات،‭ ‬اذ‭ ‬توجد‭ ‬إمكانات‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الوزارات‭ ‬لاستقطاب‭ ‬الشباب‭ ‬المتعلم‭ ‬من‭ ‬الخريجين‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يجدون‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬بسبب‭ ‬قرارات‭ ‬التعيين‭ ‬المركزية‭ ‬شبه‭ ‬المحدودة،‭ ‬وكذلك‭ ‬لاستمرار‭ ‬تفشي‭ ‬الفساد‭ ‬في‭ ‬تحصيل‭ ‬الوظائف‭ ‬الحكومية،‭ ‬اذ‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬“عصابات”‭ ‬المتنفذين‭ ‬السياسيين‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬عمولات‭ ‬للتعيين‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الوظائف‭ ‬الشاغرة‭ ‬الدائمة‭ ‬أو‭ ‬الوقتية‭ ‬أو‭ ‬الوهمية‭.‬لابدّ‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬للوزارات‭ ‬مجسات‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬الكفاءات‭ ‬الشابة‭ ‬والترويج‭ ‬لدعمها‭ ‬بحسب‭ ‬الإمكانات‭ ‬الذاتية‭ ‬للوزارات،‭ ‬لاسيما‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬إيرادات‭ ‬مستمرة‭ ‬تتيح‭ ‬التمويل‭ ‬الذاتي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬تخصيصات‭ ‬الموازنة‭ ‬العامة‭ ‬والبنوك‭.‬هناك‭ ‬كفاءات‭ ‬واعدة‭ ‬لدى‭ ‬الخريجين‭ ‬الذين‭ ‬تدربوا‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬الخاص‭ ‬لثلاث‭ ‬أو‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬وانه‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬ليكونوا‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬مشاريع‭ ‬صغيرة‭ ‬مدعومة،‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مختلفة،‭ ‬منها‭ ‬الالكترونيات‭ ‬والبرمجة‭ ‬وعالم‭ ‬الحسابات‭ ‬الفردي‭ ‬والشركاتي،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أطباء‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الطريق‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬العمل‭ ‬عبر‭ ‬مشروع‭ ‬طبي‭ ‬موحد‭ ‬في‭ ‬مجمعات‭ ‬يكون‭ ‬لهم‭ ‬فيها‭ ‬نسبة‭ ‬مالية‭ ‬معقولة‭ ‬تحت‭ ‬اشراف‭ ‬أصحاب‭ ‬الاختصاص‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬الأقدم‭.‬الخلاصة‭ ‬هي‭ ‬انّ‭ ‬كل‭ ‬التوجهات‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تحتضن‭ ‬الشباب‭ ‬وتحميهم‭ ‬من‭ ‬مهاوي‭ ‬الضياع‭ ‬والبطالة‭ ‬والهجرة‭ ‬الى‭ ‬خارج‭ ‬البلاد،‭ ‬لابدّ‭ ‬ان‭ ‬تخضع‭ ‬لاستراتيجيات‭ ‬عامة‭ ‬ذات‭ ‬ديمومة‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬حكومة‭ ‬معينة‭ ‬ومجيء‭ ‬أخرى،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬الا‭ ‬تكون‭ ‬المبادرات‭ ‬ذات‭ ‬النفع‭ ‬العام‭ ‬اجتهادية‭ ‬فردية،‭ ‬وخاصة‭ ‬بمدينة‭ ‬دون‭ ‬أخرى‭

. ‬انّ‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬الصغيرة‭ ‬هو‭ ‬ثقافة‭ ‬من‭ ‬ثقافات‭ ‬المجتمع‭ ‬الواجب‭ ‬ترسيخها‭ ‬لمنحه‭ ‬هوية‭ ‬لها‭ ‬خصائص‭ ‬حب‭ ‬المثابرة‭ ‬والاجتهاد‭ ‬والتطوير‭ ‬وصولاً‭ ‬الى‭ ‬الابتكار‭ ‬والنهوض‭ ‬بقطاعات‭ ‬أوسع‭.‬من‭ ‬هنا،‭ ‬نحتاج‭ ‬توظيف‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إبعاد‭ ‬شبح‭ ‬اليأس‭ ‬عن‭ ‬الشباب‭ ‬العراقي،‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الإحباط‭ ‬وانشغال‭ ‬الحكومات‭ ‬السابقة‭ ‬عنهم‭ ‬بتفاهات‭ ‬ومحاصصات‭ ‬وفضائح‭ ‬يندى‭ ‬لها‭ ‬الجبين‭.‬نجاح‭ ‬المشاريع‭ ‬الصغيرة‭ ‬هو‭ ‬مشروع‭ ‬عظيم‭ ‬للبلاد‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى