مرفأ بيروت.. ملتقى القارات ورافد اقتصاد لبنان
بدا المشهد وكأنه مقتطف من فيلم حركة.. ينتظر المتابع المشدوه الانتقال إلى المشهد التالي لكن ذلك لا يحدث، بل تطوى الصور وتذوب في أعمدة الدخان الكثيف، قبل أن تلتهمها ألسنة اللهب، مؤكدة أن ما يحدث من صميم الواقع.
انفجاران هائلان يهزان مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت، ويخلفان أضرارا جسيمة وضحايا لم يحدد عددهم بعد، ورعبا لم يشهده اللبنانيون على مدار تاريخهم المعاصر، رغم ما مر على المدينة من زلازل وكوارث وحروب.
“نكبة” على حد تعبير محافظ بيروت، لم يعرف بعد طبيعتها، لكنها تكتب أسوأ قسم من التاريخ المعاصر للمدينة، وتسلط الضوء على مكان الانفجارين: المرفأ، أو هذا المكان الاستراتيجي، ملتقى القارات، الذي تجري فيه معظم المعاملات التجارية للبنان، ما يجعل حادث اليوم ضربة قاصمة لرمز الاقتصاد المحلي.
مرفأ بيروت.. رافد اقتصاد لبنان
وبحسب ما طالعته “العين الإخبارية” في ثنايا المتداول عن مرفأ بيروت، فهو الميناء الأساسي والأول في لبنان، ويعتبر من أهم 10 موانئ على ساحل المتوسط، جرى افتتاحه رسمياً عام 1896.
في بداية نشاطه، كان المرفأ تحت إدارة شركة فرنسية الأصل، قبل أن يتم في عام 1960 سحب الامتياز منها، وإعطائه لشركة تابعة للقطاع العام تسمى شركة إدارة واستثمار مرفأ بيروت.
وعلى مر العصور، حظي مرفأ بيروت بأهمية تجارية كبيرة نظرا لموقعه الجغرافي على خليج سان جورج الذي يجعله آمناً للسفن في كافة الفصول.
وبسبب مكانته التجارية إذ يعتبر نقطة التقاء تجارية عالمية يقصدها التجار من كافة أنحاء العالم العربي وأوروبا أيضا.
وخلال السبعينات من القرن الماضي، كان مرفأ بيروت أهم محطة للتجارة الدولية مع الدول العربية المحيطة، ولا يزال يحتفظ بهذه الميزة التجارية حتى اليوم.
المرفأ يعد أيضا من أبرز روافد الاقتصاد اللبناني، نظرا لدوره الحيوي في عمليات الاستيراد والتصدير، حيث يتم عن طريقه دخول 70 % من واردات البلاد.
وبتعامل المرفأ مع 300 مرفأ حول العالم مما منحه دورا مهما في التجارة والنقل بين قارتي آسيا وأوروبا والغرب، حيث يستقبل سنوياً أكثر من ثلاثة آلاف سفينة.
ويتألف المرفأ من أربعة أحواض يصل عمقها إلى 24 متر بالإضافة إلى حوض خامس قيد الإنشاء، كما يضم 16 رصيف والعديد من المستودعات التي تؤمن أفضل شروط التخزين، وهو أيضا مجهز بأفضل أدوات التفريغ والتحميل.
ويقع مرفأ بيروت عند تقاطع خط الطول 35 درجة و57 دقيقة شرقا وخط العرض 35 درجة و15 دقيقة شمالا، ويشكل مركز التقاء قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا، وهذا ما جعل منه ممرا لعبور أساطيل السفن التجارية بين الشرق والغرب
الاولى نيوز – متابعة