مرة أخرى .. في المنطقة الخضراء
مرة أخرى .. في المنطقة الخضراء _ حسين الذكر
لم ازر المنطقة الخضراء منذ عُرفت باسمها ، الا لشؤون ولقاءات ذات صبغة رياضية بحتة .. قبل أيام تلقيت مكاملة من مكتب السيد المالكي رئيس الوزراء السابق مع مجموعة من الصحفيين والإعلاميين .. وقد طرح الزملاء بعض الاستفسارات التي تمحورت بثلاث محاور رئيسية تقريبا ، الأول تلخص عن غموض المشهد السياسي والأمني والاقتصادي العام ، والثاني حول خروج قوات الاحتلال الامريكي ، والثالث عن سوء واقع الخدمات وامكانية تصحيح المسار فيه )..كذا بعض الطروحات تناولت الانتخابات ورؤية بعض القوى السياسية عنها .. ومستقبل العراق وتحسين الأوضاع العامة… وامور أخرى متعددة لم تخرج عن اطمئنان المواطن وبعض الامل والبحث عن مخرج او أي إجابة تعزز ذلك .. الإجابات قطعا وكما هو متوقع لم تخرج عن اطارها العام التقليدي المغلف بالامنيات والدعوات – برغم المخاوف – في ان تجري الانتخابات بوقتها بظروف مناسبة يمكن لها ان تفضي الى واقع نيابي وسياسي وحكومي جديد يبدا العمل برؤية وطنية مشتركة لاعادة البناء وطمئنت الأطراف الداخلية والخارجية ..حان دوري بالكلام – برؤية ونظرة تاريخية – معقبا على بعض المحاور المتداولة : (ما تعلق بغموض المشهد المخيم ، قلت : ان العراق لم يكن يوم من الأيام واضح الرؤية الشعبية والجماهيرية ، فكل ما جرى وما سيجري يكون بإرادة سياسية لا راي للشعب فيها، فنحن متلقين دائما ديمقراطيا او دكتاتوريا .ما يتعلق بخروج المحتل ، قلت : ان بلدنا ومنذ قرون وعقود محتل على طول الخط سواء بشكل مباشر او بغيره وقوات الاحتلال لم تات الينا سائحة اذ احتلتنا عنوة وبقوة السلاح لتحقيق مصالح واجندات دولية وملفات سرية لا نعيها . اما ملف الخدمات فسيء منذ عقود وتدنى منذ 1991 اذ قصفت الكهرباء ودمرت مؤسسات الدولة وقد زاد السوء حد بعد 2003 وجرى كل ذلك تحت انظار ومباركة الأمم المتحدة والقوات الغربية .. وما جرى بعد ذاك .. كله لم يكن نتاج فساد الحكومات وسوء ادارتها او نتيجة حتمية لتدهور ملف الاخلاق وتدني القيم المجتمعية وتدهور المسؤولية الوطنية والوظيفية فحسب .. اذ ان اجندات سياسية خارجية تعمل وتشجع وتصرف الكثير من اجل ايصالنا الى هذه النتائج ، وقد ضربت مثلا عن التسول السائد الذي لم يكن يوما دلالة فقر او جوع ، فالعراقيين ظلوا على الدوام بخير وكرماء بكل طوائفهم وقومياتهم وعشائرهم ومحافظاتهم .. حتى باشد أيام الحاصر الاممي الظالم في التسعينات ، اذ لم يترك مواطن واحد يموت جوعا .. فيما اليوم يمثل ملف التسول اجندة تستهدف القيم والأخلاق وخلط الأوراق وزرع اليئس ومخرجات أخرى سيئة ) .بعد ذاك تحدث السيد المالكي وبعض الاخوان عن أهمية الانتخابات المقبلة والديمقراطية وما ال اليه الشعب تحت حكمها .. فقلت : (ان للديمقراطية معنيين الأول سياسي بحت وهذا يهم ويخص ويعمل له السياسيين لانه من صميم اختصاصهم ولغتهم ما ظهر منها وما خفي ، وهو بصراحة لا يعنينا نحن ( شريحة الفقراء التي اتشرف بالانتماء اليها قبل 2003 وما زالت سعيدا وسطها) .. فما يهمنا من الديمقراطية هو (الامن والخدمات والسلام وفضاء نسبي من الحرية) .. غير ذاك لا يعني الكثير من أمور رقمية ومعان ومفاهيم وسياسات تخص العاملين فيها والساعين لها.