مرايا إيران..بادين والعراق
د. فاتح عبدالسلام
الرئيس المنتخب جو بايدن متمرس بلعبة السياسة، وحين يدخل البيت الابيض اليوم ليس كما دخله اول مرة نائباً للرئيس، وانّما متسلحاً بعوامل انتاج حقبتين رئاسيتين، قد تتناقضان في مفاصل كثيرة لكنهما تلتقيان عند المصالح العليا للولايات المتحدة.
هناك أمل ايراني كبير في انَّ بادين الذي اعلن نيته الرجوع عن قرارات كثيرة كان اتخذها ترامب، منها الانسحاب من اتفاقية المناخ في باريس والانسحاب من منظمة الصحة العالمية، يمكن كذلك أن يعدل عن الانسحاب من الاتفاق النووي الايراني ويلتحق مجدداً مع الجانب الاوروبي الذي لايزال متمسكاًَ بالاتفاقية.
هذا القرار بالذات لو اتخذه بايدن، ربما سيكون العمل الجوهري للسياسة الخارجية الامريكية الجديدة التي لا تزال تنتظر الاسم المرشح لقيادتها.
ولا يمكن اتخاذ هذا القرار ما لم تكن الآليات الامريكية كلّها مستوعبة لقرار آخر هو العدول عن العقوبات الامريكية ضد ايران، والتي بدأ مفعولها يتفاعل بقوة تأثير كبيرة قد لا تحتملها ايران أربع سنوات مقبلة.
طبيعة بايدن غير المتسرعة، ستجعله يتمهل في التعاطي مع ايران قبل أن تكون الصورة واضحة في التعاطي مع الاطروحة الاسرائيلية في هذا التوقيت والموقف من عمليات التطبيع المتتالية مع تل ابيب، والتي قد تشمل المحيط الاستراتيجي لايران،
مما يعني شمولها بشكل مباشر أو غير مباشر بتلك الأطروحة.
ايران لديها مرايا متعددة للنظر عن التوجهات الجديدة للبيت الابيض ، منها مرآة العراق، هذا البلد الذي سيكون الساحة الاولى المرشحة لتبادل جس النبض، وربما الاستفزاز، وقد يصل الأمر الى الدفع بواشنطن الى زاوية حتمية لإجبارها على اتخاذ موقف جديد ازاء مستقبل العلاقة مع ايران.
