مراكز التفكير العراقية..من يستمع لمن ؟؟
مازن صاحب
اعتمدت الكثير من الشعوب والامم مناهج تستجمع النقاط البيضاء في اصوات مراكز التفكير في ثوب الواقع الاسود لتفتح ثغرة تتوسع نحو الحلول المنشودة ..لعل تجربة رواندا بعد سنوات من الحرب الاهلية الأقرب الى هذه المناهج ..السؤال لماذا لا تنجح مراكز التفكير العراقية في الاتيان بما سبق لنظرائهم في دول مثل ماليزيا وسنغافورة وتونس والجزائر من فرضيات الإستماع لصوت العقل وليس اصوات تضارب الاجندات الحزبية والهويات الفرعية؟؟ في ورشة عمل نظمها مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية التابع لمستشارية الامن القومي عن دور مراكز البحوث والدراسات العراقية… طرحت تشكيل مجلسا للحكماء من قيادات هذه المراكز التي تتطوع في تقديم المشورة والخبرة لكي يستمع لها متخذي القرار … وسرعان ما تبرع احد الزملاء بتاسيس نواة لمراكز التفكير العراقي على الواتساب ..لكن بلا برنامج عمل تطبيقي يشارك في النسغ الصاعد من قاعدة صناعة القرار نحو متخذي القرار او الاستجابة لمطالب فهم افضل منهم لتكون مخرجات اتخاذ القرار مبنية على سيناريوهات صناعة القرار .النموذج الثاني الذي ناقش أزمة السيادة العراقية من قبل ملتقى بحر العلوم ومعهد العلمين يمكن اعتباره جهود مبدعة في هذا السياق لتمظهر قدرات بناء القدرات الفكرية في مراجعة نقدية حقيقية من داخل العملية السياسية ..بانتظار تحوله الى برامج عمل تطبيقية في خطوة لاحقة. ما بين النموذجين ..يظهر نموذج متجدد لبناء القدرات في حوكمة ادلة العمل السياسي لعل اقرب نموذج له ما يحصل سنويا في إقرار قانون الموازنة العامة وابرزها موازنة ٢٠٢١ هناك ادلة عمل تطبيقية لادارة نزاهة التشريعات البرلمانية.. تبدا بادراك جميع لجان مجلس النواب لمهماتها الرقابية كمدخلات للتشريع.. وبالتالي تكون ارقام الموازنة العامة معروضة في تفاصيل التفاصيل امام كل لجنة بالمشاركة مع المجتمع المدني والنقابات المهنية لاثراء المناقشات في مرحلة التخطيط ..وعندما تحول إلى ارقام تكون ايضا تحت الإشراف البرلماني ولجانه المتخصصة ..حتى لا تأخذ المناقشات داخل مجلس النواب اكثر من جلسة واحدة ثم التصويت ..ومثل هذه الادلة متوفرة وسبق وان خاض اعضاء مجلس النواب والجهات المعنية في وزارتي التخطيط والمالية دورات بناء قدرات نظمت من قبل جهات دولية مثل برنامج الأمم المتحدة الانمائي والاتحاد الأوروبي بعنوان ( الموازنة المفتوحة ) ..فلماذا لم تطبيق خطوات ما تم التدريب عليه لتجاوز عقدة منشار المواقف وردود الأفعال وتصارع القوى في كل عام لاقرار قانون الموازنة العامة؟؟؟ والسؤال الاخر لماذا غيبت قيادات الكتل البرلمانية ادوار مراكز التفكير العراقية وما طرحته من حلول كان يمكن من وجهة نظر متخصصة عدم تكرار وقائع ما حصل ،؟؟ ذات السؤال ينطبق على مناقشات متعددة الأطراف للورقة البيضاء للإصلاح الاقتصادي التي تمت دعوة فقط من يؤيدها واستبعد من ينتقدون ما ورد فيها… في نظام يفترض انه ديمقراطيا!!! لذلك اكرر الدعوة لمراكز التفكير العراقي لنظم أمورهم في التحشيد والمناصرة وبلورة مواقف تجدد الضغوط الإيجابية على امراء الطوائف السياسية بأهمية توليد تقاليد تورث الابداع في التفكير الايجابي للحلول ..قبلت من متخذي القرار ام لا تقبل … عندها على هذه المراكز ان تتظاهر في ساحات التحرير التشرينية تبحث عن #وطن ما دامت الديمقراطية عند قيادات الكتل البرلمانية فقط تستمع لاصواتهم وأصوات من يصفق لاجندات احزابهم … ولله في خلقه شؤون!!!