مراجعات خارج المستنقع نوفمبر
د. فاتح عبدالسلام
لنتخيّل أنَّ أحداث الناصرية الدموية المؤلمة وقعت قبل موعد الانتخابات العراقية المقبلة بأسبوع أو أسبوعين، كيف سيكون وضع صناديق الاقتراع، وما حال المحافظات الجنوبية الاخرى في ذلك الوقت ؟
هل توجد في العراق ضمانات انَّ احداث الناصرية لا تتكرر، في ذلك التوقيت الانتخابي، وتنتقل الى اية مدينة يجتمع فيها الاحتقان من الظلم العميق الى السلاح المتاح بيد الجميع، ولا أقول السلاح المنفلت، لأنه اتخذ له عناوين ثابتة وبات أي وصف لايمكن أن يخرجه من طبيعية المشهد العراقي.
لا توجد حتى اليوم ممهدات توحي بالامل في عقد انتخابات في موعدها في اجواء من الحرية التامة والرقابة الصارمة على نزاهتها.
ولا نزال نسمع من مسؤولين في بغداد ان الهم الاكبر هو ضمان نزاهة انتخابات يعلق العراقيون الآمال عليها في إحداث التغيير، الذي سيؤدي عدم تحققه الى انفلات كبير يهدد السلم الاجتماعي .
الوقت لا يزال ضيقاً أمام الانتخابات، في ظل اوضاع بلد كالعراق، حائر بجميع الملفات المعيشية والاقتصادية والامنية والمالية والعسكرية والسياسية والزراعية والتعليمية والتربوية والثقافية والاعلامية، وسواها.
كان يجب أن يتم تدارك حدوث مأساة الناصرية منذ أن تمّ في بغداد الاعلان المتفق عليه في انهاء اعتصامات ساحة التحرير.
درجة استشعار الخطر لدى الاجهزة السياسية والامنية لم تكن بمستوى الحدث أبداً.
لابدّ من مراجعات من خارج الاقطاب السياسية التي لا همّ لها سوى تحالفات انتخابية تدور في نفس المستنقع.