الزواج من وجهة نظر أغلب الاديان السماوية هو الارتباط والاقتران بين رجل وإمرأة ، بهدف الاستقرار وتكوين إسرة، وليس كما يشاع حاليا للأسف الشديد، بالارتباط بين رجل بالغ وشابة ما تزال (طفلة) !
إن زواج القاصرات دون سن ال 18 يكون في بعض الدول التي تسمى بالنامية ، حيث يقوم الاهالي في تلك البلدان بتزويج بناتهم بهدف (مصلحي مادي) ، طمعاً بمال المتقدم أو بسبب العادات والتقاليد أو تحت حجج الخوف على سمعة البنت (عذريتها) او قد يكون بسبب الفقر ، فكثير من الاهالي في تلك الدول تدعو لزيادة عدد الاطفال ، لذلك فهم يشجعون شبابهم على الزواج المبكر لكي يخففوا من ثقل وأعباء المعيشة ومتطلباتها ،دون مراعاة لحق الطفولة وحقوق الانسان في أبسط اشكالها.
وهناك من يشير الى ان زواج بعض القاصرات قد يتسبب بموتهن، فالكثير من الفتيات قد توفين في ليلة الدخلة او أثناء الولادة، وهم يتحججون بالدين ، فيقولون إن الاسلام قد حث على الزواج المبكر ، نعم نحن مع ذلك إذا كانت البنت وليست (الطفلة) قد أكتمل نموها ونضجها الجنسي والعاطفي، لدرجة إنها تستطيع أن تقوم ببناء إسرة كاملة متناسقة خالية من إلاضطهاد ، لا سلب أجمل مرحلة من مراحل حياتها، وهي الطفولة، لذلك فقد وضعت قوانين للأطفال المعرضين لخطر الاستغلال بتحديد السن القانوني للزواج.
ولا ننسى أن تكون هناك توعية للرجال والنساء ، وليس فقط وضع القوانين لمنع الاهالي من تزويج بناتهم القاصرات ، وعلى الرجال وبخاصة كبار السن أن لا يفكروا فقط بشهواتهم وغرائزهم ، بل بمستقبلهم وكيف بإمكانهم أن يؤسسوا مجتمعا صغيرا متكاملا مع إمرأة واعية ناضجة ، قد اكتمل نموها الجسدي والعقلي ، وتكون قادرة على إدارة حياة متكاملة متناسقة مع الشخص المناسب .. فالحياة الزوجية ليست فقط إشباع الغرائز وكبح الشهوات بل علاقة متوافقة بين الرجل والمرأة.
لهذا نرى أنه من الضروري عدم دعم فكرة (الزواج بقاصرات) كونه يؤدي الى مشكلات إجتماعية كثيرة، وبخاصة بعد أن تسببت تلك الحالات بطلاقات كثيرة من قبل الشبان والشابات الصغار، في المحاكم ، وبعضها بـ (ورقة سيد) ، والدولة ملزمة بسن قوانين تحرم الزواج من قاصرات، لما أوردناه من مشكلات كثيرة نتجت عن تلك الزواجات، وعلى المنظمات الانسانية ومنظمات المجتمع المدني المضي في حملات دعائية واسعة للحد من تلك المظاهر غير المشروعة.
حياة الموسوي
