مخاطر ادمان المخدرات في العراق : المؤشرات والحلول
تعريف الادمان:
هو الحالة الناتجة عن استعمال مواد مخدرة بصفة مستمرة؛ بحيث يصبح الإنسان معتمدًا عليها نفسيًّا وجسديًّا، بل ويحتاج إلى زيادة الجرعة من وقت لآخر ليحصل على الأثر نفسه دائمًا، وهكذا يتناول المدمن جرعات تتضاعف في زمن وجيز حتى تصل إلى درجة تسبب أشد الضرر بالجسم والعقل فيفقد الشخص القدرة على القيام بأعماله وواجباته اليومية في غياب هذه المادة، وفي حالة التوقف عن استعمالها تظهر عليه أعراض نفسية وجسدية خطيرة تسمى “أعراض الانسحاب” وقد تؤدي إلى الموت أو الإدمان؛ الذي يتمثل في إدمان المشروبات الروحية أو المخدرات أو الأدوية النفسية المهدئة أو المنومة أو المنشطة.
تعريف المخدرات:
المخدرات هي كل مادة نباتية أو مصنّعة تحتوي على عناصر منوّمة أو مسكّنة أو مفتّرة، والتي إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية المعدة لها فإنها تصيب الجسم بالفتور والخمول وتشلّ نشاطه كما تصيب الجهاز العصبي المركزي والجهاز التنفسي والجهاز الدوري بالأمراض المزمنة، كما تؤدي إلى حالة من التعود أو ما يسمى “الإدمان” مسببة أضرارًا بالغة بالصحة النفسية والبدنية والاجتماعية.
أسباب تعرض الفرد لخطر الإدمان:
• الجهل بأخطار استعمال المخدر.
• ضعف الوازع الديني، والتنشئة الاجتماعية غير السليمة.
• التفكك الأسري.
• الفقر والجهل والأمية .
• الثراء الفاحش والتبذير دون حساب.
• انشغال الوالدين عن الأبناء، وعدم وجود الرقابة والتوجيه.
• عدم وجود الحوار بين أفراد العائلة.
• مجالسة أو مصاحبة رفاق السوء.
• البطالة والفراغ.
علامات الشخص المدمن:
• التغير المفاجئ في نمط الحياة كالغياب المتكرر والانقطاع عن العمل أو الدراسة.
• تدني المستوى الدراسي أو تدني أدائه في العمل.
• الخروج من البيت لفترات طويلة والتأخر خارج البيت ليلًا.
• التعامل بسرية فيما يتعلق بخصوصياته.
• تقلب المزاج وعدم الاهتمام بالمظهر.
• الغضب لأتفه الأسباب.
• التهرب من تحمل المسؤولية واللامبالاة.
• الإسراف وزيادة الطلب على النقود.
• تغيير مجموعة الأصدقاء والانضمام إلى “شلة” جديدة.
• الميل إلى الانطواء والوحدة.
• فقدان الوزن الملحوظ نتيجة فقدان الشهية.
ادمان المخدرات في العراق
تشهد المدن العراقية تفشي ظاهرة انتشار المخدرات وخاصة في مدن جنوبي البلاد، في ظل تدابير أمنية مشددة من قبل الأجهزة الأمنية للحد من هذه الظاهرة الخطيرة، وتشير وزارة الداخلية إلى أن مواد (الكريستال) والحشيشة وحبوب (الكبتاغون) تعد من أبرز أنواع المخدرات المتداولة في البلاد.
أضحى إعلان أجهزة الأمن العراقية عن تفكيك شبكات المخدرات أمرا شبه يومي، وسط تحذيرات من تفاقم آفة الإدمان، وسط شباب البلاد المتأثرين بسوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، في حين تركز الحرب ضد المواد الممنوعة، على الشق الأمني، بشكل كبير، دون معالجة المسببات.
ويرى مراقبون أن تفكيك هذا العدد الكبير من الشبكات يكشف الارتفاع المضطرد في أعداد مدمني المخدرات في البلاد والضالعين في المتاجرة بها، خاصة في صفوف الفئات العمرية الشابة.
وتشكل فئة الشباب الضحية الأولى للوقوع في فخ الإدمان المدمر، في بلد يشكل فيه من دون الخامسة والعشرين من العمر 60 في المئة من إجمالي السكان.
ويقول منتقدون في العراق ان “الحرب” ضد الممنوعات تركز على المجابهات الأمنية والاستخبارية فقط، دون تطوير آليات معالجة اجتماعية واقتصادية ونفسية، أي العوامل المحفزة والمشجعة لتنامي ظاهرة تعاطي المخدرات في المجتمع العراقي.
وتتضح فداحة الوضع عبر الأرقام والإحصائيات المفزعة التي تعلن عنها الجهات الحكومية المعنية، حيث تسجل البلاد سنويا آلاف حالات الإدمان والاتجار، فيما يبقى القسم الأكبر من حالات التعاطي والترويج، محاطا بالسرية.
مؤشرات الادمان:
وفي مؤشر شديد الخطورة، كان مجلس القضاء الأعلى في العراق قد أعلن، مطلع شهر يونيو الماضي، أن “نسبة الادمان على المخدرات قد تصل إلى 50 في المئة وسط فئة الشباب، كما أن النسبة الأكبر للتعاطي تصل إلى 70 في المئة، في المناطق والأحياء الفقيرة التي تكثر فيها البطالة”.
في غضون ذلك، أعلنت المديرية العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في وزارة الداخلية العراقية في شهر سبتمبر الماضي، أنه “خلال سنة ونصف السنة، تمكنت المديرية العامة من إلقاء القبض على أكثر من 11 ألفا، من مروجي وتجار المخدرات منهم 5 آلاف متعاط، وهذا مؤشر خطير”.
وان ظاهرة انتشار تعاطي وتجارة المخدرات في العراق، تعود لجملة أسباب مركبة ومتداخلة: أهمها البطالة والفقر وانسداد الآفاق أمام فئة الشباب، فمثلا نسبة البطالة بمحافظة مثل ذي قار جنوبي البلاد بلغت نحو 35 في المئة، فيما تجاوز عدد من هم دون مستوى خط الفقر من عموم المواطنين العراقيين 13 مليون نسمة بحسب وزارة التخطيط العراقية.
الحلول والمعالجات:
• تتولى المؤسسات المعنية بقضايا التربية والتعليم والاعلام لاسيما الحكومي بنشر التوعية حول المضار الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية لتعاطي المخدرات ونشر مفاهيم الاقدام على طلب الرعاية العلاجية من الوحدات والمراكز المتخصصة لمعالجة الإدمان .
• إضافة مقترح صندوق مالي لعلاج مرضى الإدمان من خلال تعديل قانون المخدرات والمؤثرات العقلية النافذ.
• دعم المشاريع والمحاضرات التي تقوم بيها منظمات المجتمع المدني للتوعية بمخاطر الادمان مثل الندوات التي تقوم بها منظمة مثقفي الاقران (Y_peer iraq) بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة في كافة محافظات العراق.
• الاسراع بالموافقة على انجاز المقترحات الخاصة بانشاء مراكز تأهيل كما ورد في بيان تلقته وكالة ( الاولى نيوز) نص بالاتي: الصحة تعلن افتتاح أكبر مركز لتأهيل المتعاطين مؤكدة ضمان سرية المرضى اعلن المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر إن” يوم الأحد ١٩ حزيران سيفتتح أكبر مركز تأهيل لمتعاطي المخدرات في الرصافة “، مبيناً أن” المركز يعد الأكبر من ناحية حجمه في بغداد وجميع محافظات العراق”أما المركز الذي سيفتتح فهو ليس بمستشفى، وإنما هو مركز لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، وكذلك الدعم الصحي بعد مساعدته عن الاقلاع من المخدرات، وان وزارة الصحة جهة فنية صحية لا تفرض الأحكام، وأي شخص متردد أو متخوف من مراجعة المؤسسة الصحية ،إن كان الشخص متعاطياً أو أي أحد من أفراد عائلته، لا يتردد في زيارة المراكز الخاصة ،ونحن نضمن له كامل السرية.