محمد صبحي: الدراما المصرية تعاني أزمة نص.. وأنا حزين
تأتي الرسالة قبل الإمتاع في مفهوم محمد صبحي عن الفن، لذا دائماً ما اجتهد في أعماله التلفزيونية والمسرحية في البحث عن نص جيّد يناقش قضية أو يعالج ظاهرة اجتماعية.
لم يقدِّم صبحي (73 عاماً) عبر مسيرته الفنية الطويلة أي تنازلات تخرجه من حسابات الجمهور، ولم يُضبط يوماً بالسير عكس الاتجاه.
توحَّد الرجل مع أفكاره وأخلص لجمهوره العريض فكانت النتيجة الطبيعية أن يتصدّر قائمة النجوم الذين ينتظر الجمهور أعمالهم بشغف شديد.
في الفترة الأخيرة ازدادت تساؤلات جمهور “الجوكر” عن أسباب غياب نجمهم المفضّل منذ 14 عاماً عن الشاشة، ولاحظوا أن منشوراته عبر حسابه على موقع “فيسبوك” تعكس حزناً دفيناً في قلبه وحنيناً دائماً إلى أيام جميله مضت.
(وكالة الاولى نيوز) اطلعت على لقاء للنجم الكبير محمد صبحي لمعرفة مصدر حزنه وأسباب ابتعاده على التليفزيون وتأثير فيروس كورونا على الحركة المسرحية.
بداية لماذا توقّفت عروضك المسرحية.. ومتى تعود إلى الأضواء؟
توقّفت عروضي المسرحية بسبب فيروس كورونا الشرس. من الصعب أن يغطي أي منتج تكاليف عرضه المسرحي في ظل نسبة الإشغال الضعيفة، التي فرضتها الجائحة، وخوفاً من الخسائر يُفضِّل المنتج الغياب حتى تتغير الظروف وتتحسن الأوضاع.
ومتى تستأنف نشاطك المسرحي؟
قريباً سأبدأ عمل بروفات على مسرحيتين، الأولى بعنوان “نجوم في عز الضهر” والثانية “عيلة اتعملها بلوك” وسيتم عرضهما على مسرح مدينة سنبل.
تكشف منشوراتك على “فيسبوك” عن إحساسك بالحزن.. ما السبب؟
بالطبع أشعر بالحزن لأسباب كثيرة؛ في مقدّمتها حال الدراما المصرية، أشاهد أعمالاً كثيرة تروِّج لظاهرة البلطجة، وتُشجِّع على حمل السلاح، ولا تقترب من هوية الشعب المصري، ولا تعجبني صورة المرأة المصرية في الدراما.. بكل أسف أشعر وأن هناك ترويج للسلبيات لكن لا أرى مصر الجميلة في الأعمال التليفزيونية.
في رأيك، ما السبب؟
السبب من وجهة نظري هو الاعتماد على الورش في كتابة السيناريو، فلا يوجد مؤلف في قيمة عباس محمود العقاد وطه حسين وإحسان عبد القدوس، فقد تربّى جيلي على أدب عمالقة، واليوم نشاهد ورش تتحكم في الدراما والسينما.
وهل هذا يعني أن كل الأعمال الدرامية التي عُرِضت في رمضان الماضي لم تنل إعجابك؟
أعجبتني 3 أعمال درامية وهي “لعبة نيوتن” بطولة منى زكي، ومسلسل “خلي بالك من زيزي” بطولة أمينة خليل ومحمد ممدوح و”الطاووس” بطولة سهر الصايغ وجمال سليمان، ولكن على الرغم من إعجابي بهذه الأعمال والأفكار الجيّدة التي تدور حولها الأحداث، هناك عيوب في النصوص وثغرات كثيرة.
وفي الوقت نفسه، الدراما المصرية خلال الفترة الأخيرة شهدت تطوراً في التكنيك وأداء الممثلين، لكن ما زلنا نعاني من غياب النصوص الجيّدة.
بماذا تفسِّر نبرة اليأس التي تسيطر على صوتك؟
أنا فنان لا يعرف اليأس وأكافح من أجل الدفاع عن أفكاري، لكني أحلم بأعمال فنية تحترم عقل المشاهد، وتساهم في توسيع دائرة معارفه، وأطالب بذلك دائماً لأنني أؤمن بأن الفن رسالة قبل أن يكون وسيلة للإمتاع والترفيه، لا تتصور مدى سعادتي عندما يرسل إليّ أولياء الأمور صور أبنائهم الصغار وهم يتابعون مسلسل “يوميات ونيس”.. هذه الصور تعزز الأمل بداخلي وتشعرني بقيمة أعمالي الفنية.
آخر أعمالك على شاشة التليفزيون مسلسل “رجل غني فقير جداً” من إنتاج عام 2007.. لماذا ابتعدت عن التليفزيون؟
من قال إنني ابتعدت عن التليفزيون برغبتي؟ الحقيقة أنني أحاول العودة منذ 5 سنوات، وتقدمت بـ3 مسلسلات، وعرضت على القنوات القيام بإنتاجها، لكن بكل أسف يأتي رد المسؤولين مخيباً للآمال وأسمع دائماً جملة “الخريطة مقفولة.. انتظر للعام المقبل”.
الاولى نيوز-متابعة