محاربو كورنا على ضفتي دجله
هادي جلو مرعي
في الغالب يمجد الناس القادة، وينسون الجنود الشجعان الذين صنعوا المجد، وربما قتلوا في الخطوط الأمامية للجبهات، وجرح منهم العديد، فيسلط الضوء، وتكتب الصحافة عن أولئك القادة، بينما يرقد الجنود القتلى في قبورهم بسلام، وقد نسمع أنين الجرحى الخافت على أسرة الشفاء، ولكن أن ننسى القادة، ونركز على الجنود فهذا أمر يفتقد الى العدالة، وكلاهما يستحق المجد.في بغداد، وعلى ضفتي دجلة الخالد قاتلت الجيوش البيضاء بشراسة وشجاعة، ووقفت بوجه زحف كورونا الأهوج، فصار العديد من الأطباء والممرضين، والكوادر الطبية يصابون، وبعضهم يفارق الحياة بسبب الإصابة بفيروس كورونا، وهم يعالجون المصابين، ويقدمون لهم الرعاية الصحية الكاملة، وقد يذهبون الى بيوتهم لتقديم المساعدة اللازمة.الطبيبان الشجاعان مدير عام صحة الرصافة الدكتور عبد الغني الساعدي، ومدير عام صحة الكرخ الدكتور جاسب الحجامي، ومنذ الإعلان عن فيروس كورونا بوصفه جائحة عالمية بذلا جهودا رائعة، وكانا في الخطوط الأمامية لمواجهة الوباء، وواصلا الليل بالنهار، وكانا يشرفان بنفسيهما على عمل الفرق الطبية والمستشفيات بالرغم من كل ماكان يقال، ويشاع من محاولات للتقليل من تلك الجهود حين كانا، ومعهما الأطباء والممرضون والعاملون في القطاع الصحي عرضة للإصابة، لكنهما لم يباليا، وظلا على نهج واحد، وطريقة واحدة، وهدف واحد يتمثل بتقليل نسب الإصابة، وزيادة حالات الشفاء، وتوفير مستلزمات العلاج، وتقديم النصح والمشورة، والتواصل مع المؤسسات المحلية والدولية لتحديد البروتوكولات العلاجية اللازمة لمعالجة المصابين وتأمين العلاجات الطبية، وتأهيل المؤسسات والقطاعات الصحية، وعلى مدار الساعة لتكون بمستوى المسؤولية، وتؤدي ماعليها دون تقصير.نعتقد بأهمية دعم القطاع الصحي في هذه الظروف الصعبة، ومنع محاولات عرقلة جهود قطاعي الصحة في جانبي الكرخ والرصافة خاصة حين نتابع بعض التشويش، العراقيل، ونشر معلومات مضللة بهدف التقليل من قيمة مايقدم من عطاء، ولذلك فالمؤمل من أهالي بغداد دعم جهود قائدين لم يباليا بكل ذلك، وركزا على جهود محاربة الوباء، وهو جهد يحسب لهما، ويسجل كذلك لمرحلة إستثنائية من تاريخ القطاع الصحي في العراق، مع تركيز الجهود لمنع النشاطات المضللة، والتي تنتقص من جهود مكافحة المرض لكي نركز على حماية شعبنا، ولاننشغل بالمنافسة والتهوين والتسقيط، والبحث عن العثرات. فهذه الفترة لاتحتمل مثل ذلك، وعلى الجميع أن يشعر بالمسؤولية العالية التي يستحقها وطننا وشعبنا الكريم.