متى تكون الزيارة الرئاسية الى بغداد؟
د. فاتح عبدالسلام
لا يمكن النظر الى التطور النوعي في هجمات داعش ضد آبار النفط في كركوك على انه مفاجأة للمعنيين بالأمن، ذلك ان هجمات عدة حدثت في محاور متقاربة وجرت اشتباكات دلت على ان الوضع الامني تحت النار المباشرة. استهداف ابار النفط، له رمزية في الدلالة، ربما كانت رسالة متعددة الاتجاهات، لكن المتلقين مختلفون. الاساس في مواجهة هذا التطور الذي لايزال تحت السيطرة وليس له ابعاد ميدانية اكبر من القدرات والامكانات، هو التعاون الجوهري بين بغداد واربيل على ارساء السلام في جميع الملفات، لأن البديل التعاوني الوطني هو الاكثر نجاعة من اي دعم خارجي على اهميته. والاهم من ذلك هو بقاء كل الجهود على مسار بناء البلد المتداعي وحماية امنه المهدد بجدية. ان العراق لا يحتمل انتكاسة أمنية كبيرة، كما انه لا توجد ضمانات نهائية بعدم حدوث تلك المقتربات من الانتكاسة لأسباب كثيرة. مجيء الوفد الامريكي الذي يضم شخصيات سياسية وعسكرية الى بغداد وأربيل، له اهمية في استطلاع الاوضاع عن قرب، ومن المتاح أن يتوقع المراقب ان يمهد هذا الوفد من دون ان يشعر لزيارة رئاسية امريكية تتم في بغداد او تكون في واشنطن، لكن تبقى التوقعات في اي يقوم الرئيس الامريكي جو بايدن او نائبته بزيارة بغداد، عالية ضمن موشرات المتابعة في توكيد اهمية العراق الاستراتيجية للولايات المتحدة لاسيما بعد المضي في انجاز الانسحاب الامريكي من افغانستان مع تحولات في الافق في بعض دول الجوار. العراق مقبل على شهور قليلة مهمة تسبق الانتخابات المبكرة التي لا تزال صامدة على موعدها في تشرين الاول المقبل.