متزوجون من أوكرانيات
فاتح عبدالسلام
كشفت الحرب الروسية في أوكرانيا عن اعداد من العراقيين الذين تزوجوا من أوكرانيات سرّاً، إذ لا زلن يسكن بلادهن حتى اندلاع الحرب، فيما الأزواج العراقيون في بلدهم لهم عوائل وزوجات اخريات. لا توجد احصائيات دقيقة عن الاعداد، لكن المعلومات المستمدة من الأوساط الاجتماعية أوضحت انّ هناك ما لا يقل عن بضع مئات، ربّما معظمهم في إقليم كردستان، باتوا يواجهون اليوم أعباء مشاكل جديدة بسبب هروب الزوجات الاوكرانيات ورغبة بعضهن في المجيء الى العراق، او انهن يطالبن ازواجهن بالالتحاق بهن الى رومانيا او بولندا او المجر حيث هربن من الحرب.ليس كل ذلك قضية ذات أهمية او استثنائية، لكن اللافت انّ موجة من المقارنات السيئة التي سطرها عراقيون طغت في مواقع التواصل الاجتماعي، تمتدح النساء الاوكرانيات مع نشر صور عشوائية منسوبة لهن الى جانب صور نساء عراقيات، من دون معرفة المادحين الساذجين، حتى لو كان مدحهم من باب المزاح، بطبائعهن او وضعهن الاجتماعي وعلاقتهن ببيت الزوجية ومدى تحملهن صروف الحياة وسوى ذلك .في اعتقادي ان النساء العراقيات نادرات في الصبر والعمل والتفاني وحب تراب الوطن وكتم الاوجاع، وقد اثبتت عقود ثلاثة من شتى انواع الحروب والحصارات الدولية والمحلية انّ المرأة العراقية في اية مرحلة من حياتها، طالبة أو عاملة أو موظفة ، عازبة أو متزوجة ، هي في غاية الجمال والحنان والتفاني وتحمل المشاق التي لم تحتمل الاوكرانيات السماع بها وهربن مع البيان الأول للحرب وخلت كبرى المدن من ساكنيها في ساعات، وبعد يومين فتحت معظم الدول الاوربية باب التبرع للاوكرانيين في كل محل او دائرة يرتادها الاوربيون. واذا شنت روسيا الحرب على أوكرانيا، فقد شنت الولايات المتحدة بمعية كبريات الدول حربا على العراق مرتين في العام ١٩٩١ و٢٠٠٣. وكانت الشهور الأولى من تلك الحروب تشهد ضخ المزيد من الالة العسكرية نحو العراق وليس التبرعات.قريبا يحل عيد المرأة العالمي، وينبغي أن تكون هناك لجنة وزارية مسبقاً، لها منهاج واضح وغني بالفقرات التي تليق بالمرأة العراقية في مسيرة حياتها لاسيما النساء خارج جوقات الأحزاب المضحكة المبكية، من المبدعات والمثابرات في مجالات الطب والهندسة والخدمة العامة وكذلك العراقيات اللاتي لا زالت ايديهن مخضبات بدماء ابنائهن الشهداء على مرّ السنين ، وشهداء انتفاضة تشرين العلامة الخالدة الأحدث.