ما تيسر من العقد الثالث
د. فاتح عبدالسلام
انتهى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين مكرساً لحرب الاحتلال الأمريكي للعراق حتى انجاز الانسحاب، فيما بدأ العقد الثاني بحروب الربيع العربي، وهي حروب داخلية لا يزال بعضها مشتعلاً، لكن يبدو انها حروب حسمت على جهة لم تصب في مصلحة الشعوب في البلدان العربية بالرغم من كل العناوين البراقة التي كانت تشغل الساحات والاعلام والعقول. الآن نحن في مطلع العقد الثالث من القرن وتبدو ملامحه العامة تميل الى تنسيق عربي لتجاوز خلافات مستدامة وطارئة بين الدول، منها الازمة الخليجية التي انفرجت، ومنها تحرك ملف إعادة دمج سوريا بالاجتماعات الرسمية العربية ومباشرة التعاون الثنائي معها، كما لم يكن متاحاً في السنوات السابقة. ويشهد هذا العقد اندفاع نحو الواجهة محور اقتصادي نفطي كبير بين العراق ومصر والأردن، سنرى فيه الانبوب النفطي العملاق من حقول البصرة الى ميناء العقبة. يمكن القول انّ العرب باتوا يقرأون الواقع بما يتوافر عليه من إمكانات تعاون من دون أحلام وطيران في الأعالي، من اجل بناء مستقبل أفضل لبلدانهم التي استنزفتها الصراعات الداخلية او انعكاسات حروب المنطقة عليها بما أضرّ باقتصاداتها وتنميتها المشلولة. لكن الذي يؤسف له، انّ المأساة لا تزال تتجلى في ملف حقوق المواطن العربي في التعبير والحرية التي كفلتها الدساتير المعمول بها في تلك البلدان. كما انَّ الحياة السياسية العربية لا تزال تعيش تبعية للخارج أو تقوقعات داخلية لا طائل منها. المعادلات الاقتصادية قد تتغير في خلال هذا العقد الثالث إذا تمت المباشرة باستخراج النفط والغاز بكميات كبيرة في بعض الدول غير المصنفة على المضمار النفطي، منها سوريا، واليمن، والأردن، ولبنان. نأمل ألا تكون الثروات سبباً لتجديد الحروب التي لا تزال راياتها مرفوعة أصلاً هنا وهناك .