ما السر وراء العداء بين ميلان وإنتر ميلان

يتجدد اللقاء بين الغريمين ميلان وإنتر ميلان، عملاقي الكرة الإيطالية، في ديربي الغضب، أحد أشهر الديربيات وأكثرها إثارة.

ملعب سان سيرو، معقل الفريقين، يحتضن مباراة إنتر ضد ميلان، مساء يوم السبت، في قمة الجولة 24 من الدوري الإيطالي.

ويأمل إنتر ميلان في الابتعاد بصدارة ترتيب الدوري الإيطالي، التي يتربع عليها حاليا بـ53 نقطة من 22 مباراة، بينما يتطلع جاره وغريمه اللدود في اللحاق به، حيث يحتل “الروسونيري” المركز الثالث برصيد 49 نقطة من 23 لقاء.

نلقي الضوء في السطور التالية، على أسباب وتاريخ العداء بين ميلان وإنتر، الذي أنتج أحد أشرس وأعنف الديربيات في كرة القدم.

خلاف جوهري

تأسس ميلان في عام 1899 على يد مجموعة من الإنجليز، وعلى الرغم من ذلك، فإن إدارته كانت مؤيدة لرغبة الاتحاد الإيطالي لكرة القدم بمنع اللاعبين الأجانب من تمثيل الأندية المحلية هناك.

ورفض وقتها عدد من أعضاء ميلان، وكان أغلبهم من خارج إيطاليا، فكرة منع الأجانب من تمثيل الفريق، واعتبروها نوعا من العنصرية، وتسبب ذلك في انشقاقهم عام 1908 ليقوموا بتأسيس ناد جديد أطلقوا عليه إنترناسيونالي أو “الدولي” باللغة الإيطالية.

وبعدما كان ميلان هو النادي الأكبر والأكثر أهمية في المدينة الواقعة شمال إيطاليا، ظهر له منافس جديد سحب البساط من تحت قدميه، وبات يعرف بين الجماهير بلقب “بينيماتا” ويعني “المحبوب”.

الاختلافات بين ميلان وإنتر يشمل أيضا طبيعة القاعدة الجماهيرية لكل منهما، فالصراع بين قطبي مدينة ميلانو ما هو إلا انعكاس للخلاف بين الطبقات الاجتماعية.

ووفقا لبحث أجرته صحيفة “لاريبوبليكا” الإيطالية، فإن ميلان هو النادي الذي يشجعه الفقراء والطبقة العاملة في المدينة، فيما يحظى إنتر ميلان بدعم الطبقة الوسطى والأثرياء.

حقبة الستينيات

شهد عقد الستينيات من القرن الماضي، احتدام الصراع بين ميلان وإنتر ووصوله إلى ذورته، في ظل المنافسة القوية بين الفريقين من أجل الهيمنة على الكرة الإيطالية.

وبخلاف الصراعات المحلية، تسبب منتخب إيطاليا في تلك الفترة في تأجيج النزاع بين الغريمين، وذلك بسبب المنافسة بين ساندرو ماتزولا أسطورة إنتر، وجياني ريفيرا نجم ميلان السابق، حين كانا في بداية مسيرتهما الكروية.

وكان جمهور كل فريق يريد أن يكون لاعبه هو النجم الأول للمنتخب الوطني، وهو ما تسبب في الكثير من الضغوط على مدربي “الأزوري” في تلك الفترة.

الصدام الأوروبي

مثّل الصدام الأوروبي الأول بين ميلان وإنتر، حلقة جديدة في مسلسل الصراع بين الغريمين، بعدما تفوق “الروسونيري” على جاره بسيناريو مثير.

والتقى الفريقان لأول مرة في دوري أبطال أوروبا في نصف نهائي نسخة 2002-2003، وانتهى الذهاب في ضيافة ميلان بالتعادل السلبي.

انتهى الإياب بتعادل إنتر مع ضيفه ميلان (1-1)، ليتمكن الأخير من حصد بطاقة التأهل للنهائي بفضل قاعدة الهدف الاعتباري خارج الديار.

جدير بالذكر أن الفريقين التقيا مجددا في ربع نهائي نسخة 2004-2005، وتفوق ميلان بالفوز 2-0 ذهابا، و3-0 إيابا.