الاولى نيوز / بغداد
ذكرت صحيفة الشرق الأوسط، اليوم الاثنين، ان إعلان تنظيم داعش عن قيام عناصره بتجديد “المبايعة والولاء” لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، مجرد مناورة تكشف عن “صراعات كبيرة” داخل التنظيم.
وبينت الصحيفة في تقرير لها، ان الإعلان الأخير لداعش أثار حالة من التساؤلات حول مستقبل التنظيم، فيما يُعتقد أنه أول تعهد علني بالولاء للبغدادي منذ انهيار ما تسمى بـ”دولة الخلافة” في سوريا والعراق، العام الماضي، وبينما اعتبره مراقبون “مجرد مناورة كشفت عن صراعات كبيرة داخل التنظيم”، فقد قلل خبراء في شؤون الحركات الأصولية من هذا الإعلان الداعشي، مؤكدين أن “التنظيم من ضعف لضعف، وأنها مجرد محاولة لاستعادة الإلهام وجمع العناصر حول شخص يمثل القيادة أو الرمز من وجهة نظرهم، وهو البغدادي”.
ونقلت الصحيفة عن خبراء مكافحة الارهاب والتطرف قولهم، إن “هناك احتمالين لهذا الإعلان في هذا التوقيت بالتحديد، إما أنها محاولة من رجال زعيم التنظيم ليظل لهم الكلمة العليا، لا سيما مع عدم قدرة البغدادي على ممارسة مهامه، أو قد يؤشر هذا لتقدم أجنحة أخرى أو الحديث عن قيادة جديدة”.
فيما قلل مراقبون من إعلان “البيعة المزعومة” لا سيما أن معظم قيادات داعش وكوادره تفرقوا وانتقلوا إلى مناطق مختلفة بعد الهزائم التي تعرض لها داخل العراق وسوريا، على نحو يفرض عقبات متعددة أمام الحصول على مبايعتهم بشكل مباشر من جديد، لا سيما في ظل صعوبة فتح قنوات تواصل معهم، وهو ما دفع اتجاهات كثيرة إلى ترجيح أن يكون الإعلان صادراً عن قيادة التنظيم نفسه من أجل تحقيق أهداف كثيرة خاصة بتعزيز تماسكه الداخلي.
وقال الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أحمد بان، إن “توقيت إعلان داعش لعناصره مبايعة البغدادي، لا نستطيع أن نفصله عما يحدث في سوريا الآن”، وأضاف “أعتقد أن الفوضى التي سوف تنتج عن ضرب سوريا، سوف تتيح لداعش فرصة كبيرة للظهور من جديد… وأن الفراغ الذي سينتج عن التدمير في سوريا سوف ينتشر فيه داعش”.
وأكد بان، أن تجديد البيعة للبغدادي ربما له صلة بإعادة تنظيم أمور التنظيم الداخلية، أو أن هناك صراعات داخل التنظيم خاصة مع إعلان موت البغدادي، أو أن رجال البغدادي يحاولون أن يظل لهم الكلمة العليا داخل التنظيم، خصوصاً مع اختفاء وعدم قدرة البغدادي على ممارسة مهامه، لافتا إلى أن هذا قد يؤشر أيضاً لتقدم أجنحة أخرى أو الحديث عن قيادة جديدة للتنظيم الإرهابي.
من جانب آخر رجح مراقبون بأن داعش هدف من إعلان البيعة المحافظة على ما تبقى من هيكله التنظيمي الذي وصل إلى مرحلة الانهيار، حيث يعد الإعلان بمثابة رسالة مفادها أن “التنظيم قوي ومتماسك، وقادر على البقاء وإدارة وضبط حدود العلاقة بين القيادة والكوادر، إلى جانب الإيحاء بأن عناصره لا تزال متمسكة بقيادته… وهي مزاعم بالطبع قد لا تتوافق مع المعطيات الموجودة على الأرض”.
وأوضحوا أن “التنظيم يهدف من (إعلان البيعة) إلى ترسيخ مكانة القيادة الحالية (أي قيادة البغدادي) وضمان ولاء الفروع الخارجية في الدول لها، إذ إن تجديد البيعة (المزعومة) يعنى ضرورة التمسك بالبغدادي وتنفيذ توجيهاته في الداخل والخارج”، مضيفين “قد يشير ذلك الإعلان إلى أنه صادر بالفعل عن قيادة التنظيم الحالية، من أجل تعزيز نفوذها، خصوصاً أنها تسيطر على كل الوسائل الإعلامية داخل التنظيم، وكانت حريصة على عدم نشر تقارير أو بث مقاطع فيديو تظهر مبايعة المجموعات المختلفة للبغدادي”.
كما أكدوا أن “الإعلان هدفه تجنب الانشقاق المتواصل من عناصر التنظيم بسبب الهزائم الكبيرة التي تعرض لها في المناطق الرئيسية التي سيطر عليها في الأعوام الماضية، والتي من الممكن أن تدفع ببعض قياداته وكوادره إلى تكوين مجموعات أو تنظيمات فرعية أخرى أو الانضمام إلى بعض التنظيمات القائمة والمنافسة للتنظيم، التي ما زالت تنشط داخل بعض المناطق في سوريا تحديداً”.
جدير بالذكر أن تنظيم داعش يعاني من تراجع حاد في سوريا والعراق، حيث فقد ما يقرب من 98 في المائة من الأراضي التي كان يسيطر عليها، ولم يعد يوجَد سوى في مناطق متفرقة داخل البلدين، ورغم أنه يحاول مواصلة نشاطه واستعادة بعض المناطق عبر شن كثير من الهجمات الخاطفة، فإنه لم يحقق نتائج بارزة في هذا السياق.