مازالت أرض العراق ساحة حروب الآخرين
حيدر الصراف
لا يخفى على احد الصراع الأمريكي – الأيراني المحتدم و الذي اصبح العراق الميدان الرئيسي لذلك النزاع المزمن بعد سقوط النظام السابق و لم تكن تلك الهجمات التي تشنها الفصائل الموالية لأيران على القواعد العسكرية العراقية و التي تأوي قوات امريكية لم تكن الا بموافقة ايرانية لا بل بأوامر ايرانية و لم تتريث القوات الأمريكية و هي تستهدف معسكرات الفصائل الولائية و مخازن اسلحتها و التي بلغت ذروتها حين قتلت الطائرات الأمريكية و على الأرض العراقية قائد فيلق القدس الأيراني الجنرال ( سليماني ) و مرافقه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي ( ابو مهدي المهندس ) ليأتي الرد الأيراني سريعآ بتلك الصواريخ البعيدة المدى و التي دكت القواعد العسكرية العراقية و التي تتواجد فيها قوات امريكية في الأرض العراقية .مع الأخذ بالأعتبار و الملاحظة المطالب الحقة و المشروعة التي ينادي بها ( حزب العمال الكردستاني ) الممثل لطموح و تطلعات الشعب الكردي السياسية و الثقافية في حدود الدولة التركية الحالية الا ان ذلك لا يعني الحق في ان تنطلق هجمات ( حزب العمال ) و هي تستهدف الجيش التركي و الجندرمة من اراضي اقليم كردستان ضمن حدود الدولة العراقية الحالية ما شكل حجة و ذريعة للحكومة التركية في العدوان على الأراضي العراقية ( اقليم كردستان ) و تدمير الكثير من القرى الكردية الآمنة و سقوط العديد من الضحايا المدنيين حيث تقع بيوتهم و اماكن سكنهم بالقرب من معسكرات ( حزب العمال الكردستاني ) و ان كان السلوك العدواني للحكومة التركية لا يمكن و بأي حال من الأحوال تبريره او ايجاد الأعذار و المسوغات التي تجيزه الا ان على حزب العمال الكردستاني و مقاتليه الأبتعاد عن المنطقة و عدم استهداف القوات التركية انطلاقآ من اراضي اقليم كردستان ما يجعلها هدفآ دائمآ و مستمرآ للجيش التركي . في المقابل كانت اراضي ( اقليم كردستان ) المحاذية للحدود الأيرانية هي الأخرى عرضة للهجوم العدواني الأيراني على القرى و القصبات الكردية في قصف مدفعي عنيف ما الحق الخسائر البشرية و المادية الكبيرة و كانت الحجة و الذريعة المكررة هو الرد على هجمات تتعرض لها الأراضي الأيرانية من الأحزاب الكردية ( الأيرانية ) و مع التفهم الكامل للحقوق المشروعة للشعب الكردي في حدود الدولة الأيرانية الحالية و التي لا تقل شأنآ من تلك التي يطالب بها الشعب الكردي في تركيا الا ان على الأحزاب الكردية ( الأيرانية ) عدم مهاجمة القوات الحكومية الأيرانية انطلاقآ من من اراضي ( اقليم كردستان ) و بالتالي تعريض امن المواطنيين و مصالحهم في الأقليم الى خطر الهجوم و القصف الأيراني ما يوقع افدح الخسائر في صفوف المواطنين الكرد المدنيين . الحقوق المشروعة للشعب الكردي سواء في الدولة التركية او الدولة الأيرانية لا جدال و لا نقاش فيها فهي مطالب حقة و شرعية و من واجب حكومات تلك الدولتين تلبية تلك المطالب و الأستحقاقات و لكن على الأحزاب الكردية المعارضة سواء للنظام التركي او للنظام الأيراني ان لا تنطلق هجماتها تلك من اراضي اقليم كردستان و بالتالي تعريض تجربة اقليم كردستان الرائدة و الناجحة للخطر و الدمار و التي كانت ثمرة لسنين طويلة و مريرة من النضال و الكفاح و الالاف من الضحايا و العشرات من الحروب العدوانية التي شنت على الشعب الكردي و استخدم فيها كل انواع الأسلحة المدمرة بما فيها السلاح الكيميائي الذي اجهز على مدينة ( حلبجة ) الشهيدة و حولها الى حطام و خراب و خلف الالاف من الضحايا و الجرحى . الحكومات المتعاقبة بعد سقوط النظام السابق لم تستطع الحفاظ على امن الدولة و سيادتها و هيبتها مما جعل من العراق بلدآ مستباحآ و مكانآ مفتوحآ تتصارع فيه الدول و الأجهزة المخابراتية العالمية و الأحزاب فكان الساحة المثالية التي تجمع فيها كل المجرمين من القتلة و قطاع الطرق و من كل بقاع العالم تحت مسمى تنظيم ( القاعدة ) فكانت المدن العراقية مسرحآ للمعارك بين القوات الأمريكية و ذلك التنظيم الأرهابي الذي خلفه فصيل اكثر دموية و وحشية و تدميرآ ( داعش ) و دارت اشرس المعارك و كانت المدن العراقية هي من يدفع الثمن الباهض من دماء ابناءها و بناها و عمرانها حتى تم دحرتلك الثلة من المجرمين العقائديين و الحاق الهزيمة بهم و كانت الساحة العراقية الميدان الأمثل الذي وجدته ( ايران ) في الحرب مع امريكا و كذلك و من الممكن ان تكون ( امريكا ) هي ايضآ قد وجدت في العراق ساحة المعركة المفضلة مع ايران . تراخي قبضة الحكومة المركزية من السيطرة على البلاد جعل من تلك الأحزاب الكردية ان تجد لها مستقرآ و معسكرآ و من تلك الأماكن تنطلق لمهاجمة الدول المجاورة و ان كانت قوات الحكومة المركزية قد منعت من دخول اراضي اقليم كردستان و كانت الأسباب غير مفهومة و هذا ما منحها ( العذر ) في عدم التصدي للقوات المعتدية كون القوات العراقية لا تتواجد في اقليم كردستان فأن الواجب يتحتم على قوات حرس الأقليم ( البيشمركة ) القيام بواجباتها الحقيقية المكلفة بها في حماية حدود الأقليم و دفع الأذى عن المواطنيين و حماية ممتلكاتهم اما بالتصدي العسكري المباشر للقوات الغازية التركية و الأيرانية او الطلب من الأحزاب الكردية المعارضة الكف عن مهاجمة تلك الدول او الخروج من اراضي الأقليم و التعاون المباشر مع قوات الحكومة العراقية في تحقيق تلك الأهداف و لا بديل عن التعاون الوثيق و التنسيق الرفيع مادام الشعبين العربي و الكردي يعيشان في بلدآ واحد جنب الى جنب .