ماذا يقول خبراء الصحة بشأن فوائد صيام رمضان ومخاطره؟
بالإضافة إلى الطقوس الدينية والتجمعات العائلية والقيم الروحية، يخلق شهر رمضان أيضا مجموعة من الالتزامات الصحية، بعضها إيجابي، والبعض الآخر يستلزم الحذر، بحسب تقرير لموقع “الحرة”.
وأشار التقرير الذي تابعته (الاولى نيوز )، إلى أنه أعد – بمساعدة الأطباء والدراسات العلمية – قائمة من الأشياء التي يجب على الصائمين الانتباه لها خلال ساعات الصيام الطويلة في هذا الشهر.
فوائد الصيام الصحية
يقول د. ليث العلوي، وهو طبيب أمراض باطنية من بغداد إن الصيام يمكن أن يكون أحد أفضل الممارسات الغذائية لتعزيز الصحة العامة لدى الأشخاص الأصحاء.
ويضيف العلوي أن الصيام يمكن أن يساعد في فقدان الوزن بسبب تقليل السعرات الحرارية المستهلكة يوميا، بشرط عدم الإفراط في تناول الطعام والأغذية عالية السعرات مثل الحلويات بعد الإفطار.
كما يقول العلوي إن الصيام يساعد على تحسين صحة القلب وتقليل خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية، وتحسين صحة المخ، والوظائف العصبية، وتحسين التركيز، والانتباه.
ويضيف أن الامتناع عن الطعام لفترات منتظمة قد يؤدي إلى تحسين صحة الجهاز الهضمي وتقليل الالتهابات وتحسين صحة الأمعاء وكذلك تحسين جودة النوم وزيادة الاسترخاء وتقليل القلق وتحسين المزاج.
لكن تحقيق هذه الفوائد مرهون بالممارسات الغذائية الصحيحة، كما يقول العلوي، محذرا من “العادات الغذائية الخاطئة المرتبطة برمضان، ومنها تناول كميات كبيرة من الطعام وقت الإفطار، والإفراط باستهلاك الحلويات والمواد المشبعة بالدهون، وقلة شرب الماء، واستهلاك كميات كبيرة من الأملاح”.
ويدعو العلوي إلى التفكير بالصيام على أنه “منظومة متكاملة من العادات الغذائية قبل وبعد موعد الإفطار”.
“الصيام الجاف”
ويقول الدكتور شاكر جواد، وهو طبيب أخصائي يقيم ويحاضر في الولايات المتحدة إن هناك آثارا سلبية للصيام.
ويضيف جواد أن “صيام رمضان يعتبر نوعا من الصيام الجاف”، حيث إنه لا يقوم على تقليل أو عدم تناول الطعام فحسب، ولكن أيضا عدم شرب الماء.
ويشير جواد إلى أنه “لا يمكن عادة ممارسة الصيام الجاف للأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة والحوامل والمرضعات وكبار السن إلا تحت إشراف طبي”.
ويضيف جواد أنه “بالنسبة للأصحاء فمن الممكن ممارسته رغم أن الامتناع عن السوائل في الأجواء الحارة التي يكون فيها فقدان السوائل شديدا خاصة إن كان الشخص يعمل في ظروف جوية شديدة الحرارة، قد يؤدي إلى الجفاف مما يساعد على تكون نواة لحصى الكلى على المدى الطويل”.
ويتابع “وكذلك فإن الجفاف بحد ذاته خطر على الصحة لذلك تلجأ الكثير من الدول إلى تقليل أوقات الدوام في رمضان لحماية الصائمين”.
وتشير دراسة منشورة على موقع Nature العلمي إلى أن الصيام والامتناع عن السوائل المتقطع أدى إلى تغيرات أيضية كبيرة لدى المشمولين بالدراسة، كما أدى إلى انخفاض التأثر بالأدوية.
واكتشفت الدراسة “زيادة التهيج وحالات الصداع مع الحرمان من النوم والكسل”.
وتقول إن الصائمين “يعانون بلا شك من الجفاف”، لكن “لم تعزَ أي آثار ضارة على الصحة حتى الآن بشكل مباشر إلى توازن الماء السلبي عند المستويات التي قد تنتج خلال شهر رمضان”.
ويحذر د. حمودي نشمي، وهو طبيب اخصائي في استراليا من “الآثار السلبية المحتملة للصيام على مرضى السكري والكلى”.
ويقول نشمي إنه “فيما يعتبر الصيام صحيا لبعض الناس ممن يعانون مشاكل السمنة والضغط وغيرها، يمثل الامتناع عن الماء مشكلة تؤثر على كل الصائمين”.
ويضيف نشمي إن “الصيام خطر على بعض الناس وخاصة مرضى السكر والكلى، حيث يحتاج مرضى السكر مثلا إلى المحافظة على مستويات سكر ثابتة بأكل وجبات بسيطة متعددة فيما يمكن أن يؤدي الجوع خلال الصيام إلى هبوط حاد في مستويات السكر تسبب عدم التركيز والعصبية وحتى فقدان الوعي، كما أن الإفطار يرفع السكر بشكل حاد وهذا خطر أيضا”.
نصائح طبية
ويقول الشيخ مرتضى الساعدي إن “الإسلام سمح للمرضى وعدم القادرين صحيا بالإفطار في حالة كانت حالتهم تستوجب ذلك”.
ويضيف الساعدي أن “تقرير ذلك متروك للطبيب المتخصص والشخص الصائم، كما أن هناك رخصة بالإفطار حتى للأصحاء في حال كان الصيام يؤدي إلى ضرر شديد”.
وينصح موقع “مايو كلينك” الطبي الأميركي الصائمين بـ”شرب كثير من السوائل قبل وبعد الصيام، والحد من المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو المشروبات عالية السكر”.
ويوصي أيضا بتجنب أو الحد من الأطعمة المعالجة أو الأطعمة الغنية بالدهون، وتناول وجبات صحية ومتوازنة ذات حصص معتدلة.
ويوصي الموقع باستشارة الطبيب قبل الصيام وطرح أسئلة مثل “هل الصيام آمن بناء على ظروفي الصحية”، و”النهج المقترح لتعديل وقت تناول الأدوية”، وما إذا كان الشخص محتاجا لفحص مستويات الغلوكوز في الدم بشكل متكرر، أو تغيير جرعات الأنسولين أو الأدوية الأخرى”.