ماذا تريد امريكا من العراقيين
ابراهيم المحجوب
منذ سبعينات القرن الماضي والولايات المتحدة الأمريكية تمارس ضمن سياسيتها في بعض الدول العربية ومن بينها العراق لعبة جر الحبل وبصورة عدم ظهور علنيه.. ففي المعارك التي كانت تحدث في الجبال شمال العراق وفي الاهوار بين العراقيين من مؤيد ومعارض للحكم نجد ان الاسلحة الامريكية موجودة وفي ذلك الوقت كان تعلن الولايات المتحدة الأمريكية موقفها المؤيد للحكومة العراقية وفي الخفاء تعلن العكس.. وعندما دخل العراق وايران الحرب في ماسمي بحرب الخليج الاولى ايضا تفاجأ العالم بصفقة ايران غيت التي يحصل من خلالها الطرف الايراني على اسلحة امريكية الصنع وفيما كان موقف السياسة الأمريكية مؤيد ومناصر للحكومة العراقية على اعتبارها من ضمن دول الخليج التي تعتبر مهمة للمصالح الأمريكية…وما ان وضعت حرب الخليج الاولى أوزارنا حتى بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تهيء نفسها وتجند مخابراتها لحرب الخليج الثانية وتمت بالفعل بموافقة ومباركة امريكا حينما التقت السفيرة الامريكية في بغداد في حينها واعطت موافقة الولايات المتحدة الأمريكية لغزو الكويت وحدث ماحدث بعدها من دمار كامل للعراق والكويت في وقت واحد بعد ان اعلنت البدء بمايسمى بتحرير الكويت وسميت في حينها عاصفة الصحراء وقد حشدت معها اكثر من ثلاثين دولة لضرب الجيش العراقي وتدمير البنية التحتية للعراق بالكامل واخضاع العراق لعقوبات دولية جائرة اهمها الحصار الإقتصادي الجائر على البلد وماعانى منه الشعب العراقي والذي اعتبر اسوأ قرار بحق الانسانية ووصمة عار بحق كل الدول المتقدمة والتي تدعي حقوق الانسان…. بعدها توجهت الولايات المتحدة الأمريكية وبحجج واهية ومغلوطة بالكذب الى احتلال العراق بالكامل واخضاع حكومته وشعبه واذلالهم بحجة وجود اسلحة دمار شامل واسلحة بايلوجية وكيمياوية والتي ثبت بالدليل القاطع انها اكذوبة مخابراتية غربية…وكانت حرب الخليج الثالثة في عام ٢٠٠٣ عندما استباحت الدولتين العظمتين في الكرة الارضية امريكا وبريطانيا بكل جيوشهم وتقنياتهم الحديثة وبمساعدة اغلب دول الجوار والدول العربية لاستباحة دماء العراقيين وحرق الحرث والنسل فاحتلوا بغداد واعلنوا وصايتهم عليها من خلال حاكمهم المدني بول بريمر والذي استلم التعليمات من البيت الابيض باتخاذ اسوأ قرار ظالم هو حل الجيش العراقي والتخلص من كل اسلحته ومعداته.. وكان هذا القرار بمباركة دولية واصبحت الولايات المتحدة هي الآمر والناهي في العراق وسرعان ما انقلبت على قسم من حلفائها العرب والقيام بتحريض الشعوب على المظاهرات وسقوط انظمة عربية وسميت هذه العملية بالربيع العربي.. اما العراق فقد اشعلت امريكا الفتنة الطائفية وعلى اساس قومي ومذهبي وللاسف نجحت في مخططها هذا عندما وجدت آذان صاغية لذلك… اليوم وبعد سبعة عشر عام على الاحتلال الامريكي للعراق تعلن الولايات المتحدة انها سوف تغلق سفارتها في بغداد حفاظا على ارواح موظفيها من اعتداءات محتملة.. وترك المنطقه الخضراء المحمية امريكياً…ويا عجب العجباء الدولة القوية تكنلوجياً وعسكريا ونووياً تخاف على موظفي سفارتها…. هذا في العلن…… ولكن المخفي لايعلمه الا الله فهل تخطط الولايات المتحدة الأمريكية لحرب خليجية رابعة ام لتغيير نظام سياسي جديد في العراق ام هناك مآرب اخرى….