مؤشران بشأن الهجمات الصاروخية
د.فاتح عبدالسلام
ليس التطور في الاحداث الآخذة نحو التصعيد هو في عدد الصواريخ الأربعة عشرة التي أطلقت على قاعدة عين الأسد العراقية التي توجد فيها قوات أمريكية، ذلك انَّ من الممكن أن تكون هناك هجمات بأعداد أكبر في خلال الأيام المقبلة. غير انَّ هناك مؤشرين سوف يرسمان خطاً جديداً في ملف الهجمات. المؤشر الأول هو زيارة رئيس استخبارات الحرس الثوري الإيراني الى بغداد، ومكاشفته بخطورة ما تقوم به فصائل تدين بالولاء لإيران التي تمتلك كلمة مسموعة لديها، وهو أمر معروف تتحدث به الفصائل ذاتها قبل سواها. أما المؤشر الثاني فهو تصريح جنرال أمريكي في قيادة التحالف حول ان هذه الهجمات باتت تهدد بتقويض السيادة الوطنية العراقية . العلاقة بين المؤشرين هي ان هناك مواقف جديدة تريد السلطات العراقية نقلها الى طهران، لكي تكون الصورة واضحة والمسؤولية غير واقعة على الطرف الرسمي العراقي في عدم الايضاح او ربما اتخاذ موقف يتصل بموقف امريكي قد يتم اتخاذه في الرد على مصادر الهجمات الصاروخية على نحو مختلف تماماً في المرات المقبلة، لاسيما اذا فشلت المباحثات النووية في فيينا، ولم يتم التوصل الى اتفاق جديد بحسب الرغبة الامريكية، وهذا يترتب عليه عدم رفع العقوبات الامريكية عن طهران، وهو الهدف الايراني الأكبر. التصريح الأمريكي حول السيادة العراقية يحتمل وجهتين، الأولى انَّ واشنطن قد تكون ملزمة بموجب الاتفاقية الاستراتيجية مع العراق للدفاع عن سيادته في ظل نقص عوامل القوة والدفاع لديه، وهذا سياق خطير من سياقات الحرب في حال حدوثه . والثاني ان تترك واشنطن الوضع الأمني ينزلق نحو الهاوية فيقوض السيادة والاستقرار ويخرج الأمور عن السيطرة الرسمية ليتحول البلد الى مستنقع الفشل، وهذا بحد ذاته لن يخدم ايران مطلقاً. لأنّ العراق ليس كأية دولة تتحول الى دولة فاشلة، وانما ستجر خلفها دولا ومصالح عظيمة في المنطقة نحو هاوية الفوضى. هذا الغلاف الخارجي للمشهد، وهناك تفاصيل تتفاعل ، ليس من المناسب الحديث عنها قبل أن تنضج او تستقر في صيغة واضحة.