مأساة النزوح تفاقم معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة في غزة
يواجه ذوو الاحتياجات الخاصة في قطاع غزة معاناة مضاعفة بسبب النزوح إثر الحرب التي يخوضها الكيان الصهيوني ضد القطاع خاصة في ظل غياب الرعاية الصحية اللازمة لهم، وعدم ملاءمة مراكز الإيواء لحالاتهم الصحية.
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء في فلسطين، فإن نحو 58 ألف فرد من سكان قطاع غزة هم من ذوي الاحتياجات الخاصة، أي ما نسبته 2.6% من إجمالي سكان القطاع، مشيراً إلى أن 47% منهم يعانون من الإعاقات الحركية، كما أشار إلى أن “الإجراءات الإسرائيلية والحروب المتكررة في غزة كانت سبباً في ارتفاع أعداد هذه الإعاقات”.
ويقول عبد الحميد أبو عودة، مسؤول عن أسرة من أحد عشر فرداً لديها ثلاثة من ذوي الاحتياجات الخاصة، المصابين بضمور عقلي وإعاقة حركية، إنه “نزح أكثر من مرة من بلدة بيت حانون شمال القطاع واستقر بمدينة رفح جنوباً”، لافتاً إلى أنه ومنذ بداية الحرب يجد صعوبة في توفير الاحتياجات الخاصة لأبنائه من ذوي الاحتياجات الخاصة”.
وأوضح أبو عودة، أنه “لا يجد الدواء الملائم لحالتهم الصحية، والذي تبلغ تكلفته مئة دولار للفرد الواحد شهريًّا إلا بمعاناة كبيرة”، مشدداً على أن ذلك تسبب في تأخر حالاتهم الصحية، علاوة على المعاناة الكبيرة للعائلة”.
وأضاف ان”الموت أفضل بالنسبة لي ولأبنائي من الحياة التي نضطر لمواجهتها يوميًّا بسبب النزوح، فليس لدي القدرة على توفير احتياجاتهم الشخصية والطبية، علاوة على انعدام النظافة العامة وعدم توفر الحد الأدنى منها”.
وتابع: “المؤسسات المختصة بذوي الإعاقة أوقفت عملها منذ بداية الحرب على غزة، وطالبتُ جميع الجهات الإغاثية بتوفير الحد الأدنى لأبنائي من الدواء والأدوات الشخصية والنظافة؛ إلا أنني لم أحصل على أي شيء”.
وأكد أبو عودة، أن “توقف المؤسسات الخاصة بذوي الإعاقة عن العمل كان السبب الرئيسي في توقف الخدمات الخاصة بهذه الفئة”، قائلاً: “لا يوجد حاليًّا أي مراكز خاصة بذوي الإعاقة تزورنا في مراكز الإيواء، وهذا الأمر يُصعب علينا مهمة الاعتناء بهم”.
فصل آخر من معاناة ذوي الإعاقة في قصة الطفل يزن الشرقاوي، الذي يعاني من إعاقة “الصلب المشقوق”؛ الأمر الذي تسبب له بشلل كامل، فيما أوقفت الحرب الصهيونية على غزة رحلة علاجه بالمستشفيات الخاصة.
وأوضحت الشرقاوي، أن “الحرب تسببت بتأخير عمليات جراحية طارئة كان يحتاجها طفلها، وكانت من الممكن أن تؤدي لتحسن حالته الصحية”، لافتاً إلى أنه ومنذ أكثر من شهرين لا يتوفر العلاج والحفاظات الطبية الخاصة به”.
وتقول والدة يزن، روان الشرقاوي، إنها “ومنذ بداية الحرب تجد صعوبة في توفير الاحتياجات الطبية والشخصية اللازمة لحالة الإعاقة التي يعاني منها طفلها ذو الست سنوات”، مشددة على خطورة ذلك على حالته الصحية.
وأضافت: “يزن يحتاج لرعاية خاصة وعلاج طبيعي وأدوية، والنظافة الشخصية أمر أساسي لاستقرار حالته الصحية، كما أنه بحاجة لتمارين خاصة ومراكز متخصصة”، مبينة أن كل ذلك غير متوفر بسبب الحرب.
وأشارت الشرقاوي، إلى أنه لا يوجد أي مراكز متخصصة بذوي الإعاقة في الوقت الحالي، وأنها لجأت إلى المستشفى الميداني الإماراتي في مدينة رفح، قائلةً: “بالمستشفى الإماراتي قُدمت له خدمات صحية جيدة وتابعوا حالته”.
واستدركت: “لكن الأطباء بالمستشفى أكدوا لنا ضرورة نقله لتلقي العلاج بالخارج وإجراء العمليات الجراحية المتأخرة”، مؤكدة أنها تخشى فقدان حياة طفلها في حال استمر الوضع على ما هو عليه، خاصة مع نقص الأدوية الطبية.
بدوره، أكد حسن عبد الله، أحد النازحين من مدينة غزة لجنوب القطاع، أن “لديه ابنة مصابة بضمور عقلي وحالتها خاصة جدًّا”، مشيراً إلى أنه ومنذ نزوحه لرفح لم يجد له العلاج اللازم أو المسكنات الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية.
وأوضح عبد الله،”أن ذوي الاحتياجات الخاصة يعانون من الإهمال الطبي، إذ إنه لا يوجد أي رعاية طبية مقدمة لهم، كما أنهم لا يحصلون على أدنى الاحتياجات أو المسكنات الطبية على الأقل”.
وأضاف: “مراكز الإيواء غير ملائمة لذوي الاحتياجات ولا يوجد أي جهة توفر الحد الأدنى منها، والحرب تسببت لابنتي بتأخر أكبر في حالتها الصحية، خاصة مع عدم توفر العلاج اللازم من أجل الحفاظ على طبيعة حالتها”.
وطالب النازح الفلسطيني، المؤسسات الخاصة بالعمل بشكل حثيث من أجل الاهتمام بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، مشدداً على أن التجاهل لهذه الفئة غير مقبول، وأن احتياجاتهم يجب أن تكون ضمن أولويات المؤسسات الإغاثية.
المصدر: ارم نيوز