ليست ذي قار بل العراق کله يشتعل غضبا
مثنى الجادرجي
لايبدو إن المساعي الحثيثة والمحمومة ذات الطابع البوليسي والذي بذلته أيادي خبيثة ومشٶومة من أجل إرعاب روح الغضب المتصاعد من جانب الشعب العراقي ضد الاوضاع البائسة والوخيمة التي صار يعاني منها الامرين خصوصا بعدما أدرکت تلك الايادي الخبيثة بأن الشعب العراقي صار يعلم علم اليقين أهم سبب رئيسي ليس وراء تردي الاوضاع فحسب وإنما حتى الاصرار على إستمرارها، قد حققت أهدافها بإلقاء الخوف والرعب في نفوس أبناء الشعب العراقي للتخلي عن حراکهم وبشکل خاص بعد عمليات القتل والترهيب التي طالت ناشطين في الأيام الماضية، والتي لم يعد سرا على أحد من الذي يقف وراء هکذا عمليات ومن المستفيد منها.ردود الفعل العنيفة التي أبدتها حشود کبيرة من أهالي مدينة الناصرية بعد ساعات قليلة من الانفجار الذي إستهدف ليلة الجمعة المنصرمة إحدى خيام الاعتصام في ساحة الحبوبي رافعين أصواتهم مجددا ومنددين بعمليات القتل والترهيب التي طالت ناشطين في الأيام الماضية، وشروعهم بإحراق الإطارات احتجاجا على عمليات القتل التي عمت المدينة، حيث لم يرهبهم الترهيب والوعيد عن رفع الصوت لتنفيذ مطالبهم، وعلى رأسها التحقيق في مسلسل الاغتيالات، بل وإن الذي أثبت بأن المتظاهرين صاروا يعرفون جيدا من الذي وقف ويقف خلف هذه العمليات الارهابية الاجرامية حينما طفق المتظاهرون بهدم جميع مقار الفصائل الموالية للنظام الايراني في ذي قار، حيث هدموا مقر لميليشيات “عصائب أهل الحق” في المدينة، تعبيرا عن غضبهم من الاستهدافات التي وجهت أصابع الاتهام إلى ميليشيات موالية لإيران بتنفيذها، کما أحرق المحتجون مكاتب منظمة بدر وحزب الدعوة ومقرات أحزاب أخرى موالية للنظام الايراني، وبذلك فقد توضح تماما بأنه لم يعد بوسع الشعب العراقي إلتزام الصمت تجاه تلك النشاطات المشبوهة التي تتم أساسا من أجل مصلحة النظام الايراني وديمومة نفوذه وهيمنته التي هي أساس البلاء والمصائب. عندما تتحرك أکبر مدينتين شيعيتين في العراق ونقصد البصرة وذي قار ضد الدور والنفوذ المشبوه للنظام الايراني في العراق وتعلن ليس رفضها للنشاطات المشبوهة التي تقوم بها أذرعها العميلة في العراق وإنما حتى التصدي لها بهدم وإحراق مقراتها فذلك يعني بأن رهان النظام الايراني من خلال ورقته الطائفية الخبيثة قد إحترقت وصار الشيعة قبل السنة العراقيين يعلمون مشبوهيتها وکونها مجرد وسيلة قذرة من أجل تحقيق أهداف وغايات مشبوهة على حسب العراق والشعب العراقي، والذي يجب أن نشير إليه هنا ونتوقف عنده ملية هو إن الرهان الديني لهذا النظام قد فشل حتى في إيران ذاتها إذ أن الشعب الايراني کله اليوم صار يرفض هذا النظام الذي جلب مختلف أنواع المصائب والبلاء على رأسه، وهنا لامناص من أن نلفت النظر الى نقطة مهمة وجوهرية وهي إن منظمة مجاهدي خلق التي رفضت منذ البداية نظام ولاية الفقيه ولم تصوت لصالحه وأعلنت بأنه نظام ديکتاتوري لايختلف عن نظام الشاه ويجب التصدي له، فإنها”أي منظمة مجاهدي خلق”، قد حذرت أيضا ومرارا وتکرارا من النفوذ والدور المشبوه للنظام الايراني وأذرعه في بلدان المنطقة وطالبت بإنهاء هذا النفوذ وقطع أذرع هذا النظام فيها لأنه لايمکن لبلدان المنطقة أن تنعم بالامن والاستقرار طالما بقي نفوذ هذا النظام وبقيت أذرعه تسرح وتمرح فيها.ويبدو واضحا جدا بأن الشعب الايراني وشعوب المنطقة کلها تتجه نحو الوقوف بوجه هذا النظام وأذرعه بعد أن علمت بأنه أکبر سرطان أصابها ولابد من إستئصاله!