لو فاجئ الكاظمي ثوار تشرين باعتقال أحد القتلة
بقلم مهدي قاسم
كان من الممكن للكاظمي أن يقدم أفضل هدية تقدير وتكريم لمنتفضي تشرين من خلال اعتقال أحد قتلة المتظاهرين ــ على الأقل ــ ليشعروا بوقوف حكومته ” العتيدة ” معهم دعما و تعاطفا ..واحقاقا للحق والعدل للضحايا المغدورين ، و ذلك تماشيا مع وعد قطعه أمام أهالي و أسر الشهداء باعتقال قتلة هشام الهاشمي و الناشطة الدكتورة الشهيدة ريهام وغيرهما بالمئات من الشهداء المتظاهرين ، ولكنه لم يفِ بوعده حتى الآن ، دون أن نعلم ماذا ينتظر ، هذا إذا كان جديا بوعده و مصداقية كلامه إطلاقا .؟
دون أن نعلم ماذا ينتظر الكاظمي ليقوم بتلك الخطوة الحاسمة و المنتظرة من قبل غالبية العراقيين ، أي اعتقال قتلة المتظاهرين وتقديمهم للقضاء العادل والمستقل النزيه ، لينالوا جزاءهم الذي يستحقونه حتما ، بينما أو في أثناء انتظار وتردد الكاظمي فأن هؤلاء القتلة ليس فقط يصولون ويجولون دون أي خوف أو وجل ، بل ــ كأنما تحديا و استخفاف بوعد الكاظمي بملاحقتهم و اعتقالهم ــ لا زالوا يقتلون متظاهرا هنا و يخطفون متظاهرا هناك ، يغتالون ثالثا في مكان ثالث ، و ذلك إمعانا و إيغالا في مواصلة جرائم القتل و الاغتيال والخطف بحق المتظاهرين على نفس المنوال و الوتيرة من العدوانية والحقد اللئيم ، مثلما فعلوا سابقا و.. حتى الآن..و بسبب عدم إيفاء الكاظمي بهذا الوعد أو الوعيد فإن كثيرا من العراقيين المتعاطفين مع المتظاهرين والمؤيدين لهم ، من حيث يعتبرون قضية المتظاهرين هي قضيتهم الوطنية هم بالذات و بالدرجة الأولى ، فأنهم يشعرون الآن بخيبة أمل كبيرة على هذا الصعيد ، يصل لحد الخذلان تماما ، شاعرين بجرح عميق في مشاعرهم بالعدل والقسطاط لكون قتلة المتظاهرين لا زالوا أحرارا طلقاء يمرحون ويسرحون كقطعان من ذئاب رمادية مسعورة تفتك بالمتظاهرين هنا وهناك ، في الوقت الذي يجب أن يقبعوا خلف قضبان حديدية تمهيدا لانزال العقاب الصارم والشديد بهم ، عقوبة لابد منها عن جرائمهم الكثيرة ..هذا …………….في الوقت الذي تحولت انتفاضة تشرين المجيدة إلى قضية وطنية عامة ، أخذت تجذب اهتمام وعطف و تأييد الملايين من العراقيين الذين أخذوا يجدون فيها أملا كبيرا في الخلاص ــ ولو تدرجيا ــ من حكم عصابات اللصوصية والإجرام السياسي المنظم والمتستر بمسوح الدين والمذهب ..و حيث باتت انتفاضة تشرين العظيمة بمثابة شعلة أولمبياد المشتعلة دائما و أبدا في ليل العراق المظلم والطويل ، لذا فلا من قوة همجية وظلامية رعناء تستطيع أن تطفئها مهما تكالبت وتوحشت قتلا وخطفا و تغييبا واغتيالا وترهيبا يوميا بحق المتظاهرين .