لواحيك .. لواحيك
فراس الغضبان الحمداني
لا نذيع سرا ولا نتحدث عن فضيحة جديدة عندما نتحدث عن الواقع العراقي الراهن وكيف أختلط فيه الحابل بالنابل وأصبحت ظاهرة ( اللواحيك) تثير الضحك والسخرية وتذكرنا بأيام الدراسة الإبتدائية حين كنا نطالع قصة ذلك الملك المخدوع الذي نصب عليه شلة من اللصوص وأبتزوا منه كميات كبيرة من الذهب بحجة أنهم ينسجون له ثوبا لا يراه إلا المخلصين ، وبالنتيجة خرج الملك إلى الناس عاريا بكل عوراته وهرب اللصوص بالذهب وبكرامة الملك المخدوع ..! .لاحوك جمعها لواحيك شعاراتهم :حرامي الهوش يعرف حرامي الدوابهالباب على هالخرابةعصفور كفل زرزور وأثنينهم طيارةأدهدر الجدر ولكه قبغهالشين التعرفه أحسن من الزين الما تعرفه ظاهرة ( اللواحيك ) أنتشرت بعد سقوط النظام مثل إنتشار النار في الهشيم بسبب ( الفوضى الخلاقة) التي جلبها الأمريكان والتي عمت كل مفاصل الدولة وبرزت في هذه المرحلة شخصيات ما أنزل بها الله من سلطان فهي لا تمتلك من معارف الحياة سوى النصب والإحتيال وشاءت الصدف و بمساعدة المقربين منهم والذي وجدوا موطئ قدم في هذا التغيير ليتم حشرهم معهم ليمارسوا أيضا إعمالا ليس من إختصاصهم . وهنا ( مربط الفرس ) حتى تكتمل اللعبة لابد من وجود ( لواحيك) يتواجدون بالقرب من هؤلاء يتمتعون بمزايا تتوافق مع عملهم كذيول وعليهم أن يطبقون كل ما يريده أسيادهم وأن يتصفون بالذلة والخنوع والمهانة والمراوغة والغدر ويتعاملون مع الآخرين كما يقول المثل الشعبي الشهير ( يراويك حنطة ويبعيلك شعير ) ، ويتظاهرون بالورع ولكنهم يمارسون كل معاصي الحياة .إن ( اللواحيك) يعرفون جيدا إن أسيادهم لا يملكون من المؤهلات أن يكونوا أسيادا ولكن لأن (اللواحيك) يمتازون بالفهلوة والمكر يستغلون عقليات هؤلاء السذج وينسجون لهم الأساطير كما نسجها اللصوص للملك الذي ذكرناه في بداية مقالنا ، وكذلك يقومون بزرع المخاوف من خلال الكذب والنفاق وتأويل الأمور ، ويمجدون أنفسهم وكيف أنهم مطلوبين للجميع بإمتيازات تفوق ما يحصلون عليها من أسيادهم ، ويمتازون بإستغلال الأزمات التي تمر على رؤسائهم ليستمروا بحلبهم من جديد ، إن ظروف الحياة وسيكولوجية ( اللواحيك) جعلتهم يتعايشون متطوعين لهذا الواقع المزري بسبب نشأتهم وتربيتهم وطفولتهم البائسة وكذلك بسبب شحة الخام والطعام .إن هذه الظاهرة كما يقول عنها أحد علماء النفس أنها نتيجة لما يشعرون من حالة جبن بحكم طول سنوات بؤسهم .. ( و الباب التجيك منه ريح سده وأستريح ) .