مقالات

لمكاشفة‭ ‬المستحقة في‭ ‬الاعلام‭ ‬العراقي‭ ‬ ‬

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام

‭ ‬تقع‭ ‬أجهزة‭ ‬الاعلام‭ ‬الرسمي‭ ‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬الحكومة‭ ‬ويمكن‭ ‬التغيير‭ ‬الحقيقي‭ ‬فيها،‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت،‭ ‬ومحاربة‭ ‬الفساد‭ ‬المتسلل‭ ‬اليها‭ ‬والذي‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬الإهمال‭ ‬الشديد‭ ‬الذي‭ ‬شخّصه‭ ‬الرئيس‭ ‬العراقي‭ ‬في‭ ‬خلال‭ ‬لقائه‭ ‬مع‭ ‬الوفد‭ ‬الإعلامي‭ ‬الأردني‭ ‬في‭ ‬بغداد،‭ ‬وحمل‭ ‬ذلك‭ ‬الاعلام‭ ‬الرسمي‭ ‬مسؤولية‭ ‬عدم‭ ‬تحسين‭ ‬صورة‭ ‬العراق‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬ومحو‭ ‬قناعات‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬الاذهان‭ ‬عن‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬ساحة‭ ‬حرب‭.‬

التغيير‭ ‬بيد‭ ‬الدولة،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬سبب‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬تذمر‭ ‬رسمي‭ ‬إذا‭ ‬تركت‭ ‬الأوضاع‭ ‬الإعلامية‭ ‬على‭ ‬حالها‭.‬‭ ‬

أصحاب‭ ‬الاختصاص‭ ‬يدركون‭ ‬كم‭ ‬أضاع‭ ‬الاعلام‭ ‬الرسمي‭ ‬إمكانات‭ ‬وأعواماً‭ ‬في‭ ‬انحيازات‭ ‬سياسية‭ ‬داخلية‭ ‬أو‭ ‬معالجات‭ ‬ثانوية‭ ‬تعتمد‭ ‬ملء‭ ‬الفراغ‭ ‬وطي‭ ‬الأيام‭ ‬فحسب‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬اية‭ ‬دراسات‭ ‬اجتماعية‭ ‬ونفسية‭ ‬واعلامية‭ ‬عميقة‭ ‬يتم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬اتقان‭ ‬فن‭ ‬إدارة‭ ‬الاعلام‭ ‬الرسمي‭ ‬و‭ ‬ادراك‭ ‬معنى‭ ‬الاختلافات‭ ‬الواردة‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬أجهزة‭ ‬اعلام‭ ‬خاصة‭.‬

هناك‭ ‬جهاز‭ ‬اعلامي‭ ‬هائل‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬الموظفين،‭ ‬وهناك‭ ‬أيضاً‭ ‬أزمة‭ ‬ظاهرة‭ ‬في‭ ‬العلن‭ ‬بين‭ ‬اطراف‭ ‬قيادية‭ ‬فيه،‭ ‬استدعت‭ ‬قبل‭ ‬ايام‭ ‬تدخّل‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تبدو‭ ‬اجراءاته‭ ‬ذات‭ ‬نفاذ‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬اعلام‭ ‬رسمي‭ ‬مبني‭ ‬أساساً‭ ‬على‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬المحاصصات‭ ‬الراكدة،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬جهازاً‭ ‬سيادياً‭ ‬مستقلاً‭ ‬كامل‭ ‬الاستقلالية‭ ‬لا‭ ‬تمر‭ ‬فيه‭ ‬الاهواء‭ ‬السياسية‭ ‬،ولا‭ ‬أقول‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬تشكيلاً‭ ‬متخصصاً‭ ‬مهنياً‭ ‬يشبه‭ ‬استقلالية‭ ‬جهاز‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬وطريقة‭ ‬بنائه‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬الكفاءة‭ ‬المهنية‭ ‬والهوية‭ ‬العراقية‭ ‬السائدة‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬الهويات‭ ‬الجزئية‭ ‬وضبط‭ ‬النفس‭ ‬العالي‭ ‬امام‭ ‬جميع‭ ‬المنزلقات‭ ‬السياسية،‭ ‬وما‭ ‬أكثرها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬كان‭ ‬خلالها‭ ‬الاعلام‭ ‬الرسمي‭ ‬يراوح‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬انخفاض‭ ‬جوي‭ ‬من‭ ‬المطبات‭ ‬في‭ ‬الرؤية‭ ‬والأسلوب‭ ‬والمعالجة‭.‬‭ ‬

ولا‭ ‬تزال‭ ‬الدولة‭ ‬لا‭ ‬تفرق‭ ‬بين‭ ‬نجاح‭ ‬مقدم‭ ‬برنامج‭ ‬تلفزيوني‭ ‬معين،‭ ‬وبين‭ ‬إدارة‭ ‬جهاز‭ ‬اعلامي‭ ‬ووضع‭ ‬رؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬راسخة‭ ‬السياقات‭ ‬وعميقة‭ ‬النفاذ‭ ‬الى‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭.‬‭ ‬لوغاب‭ ‬اغلب‭ ‬الاعلام‭ ‬الرسمي‭ ‬عن‭ ‬الوجود‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭ ‬لما‭ ‬شعر‭ ‬المواطن‭ ‬العراق‭ ‬بوجود‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬تلبية‭ ‬حاجاته‭ ‬الإعلامية،‭ ‬كون‭ ‬الأجهزة‭ ‬الإعلامية‭ ‬الخاصة‭ ‬باتت‭ ‬تلبي‭ ‬متطلبات‭ ‬عامة‭ ‬او‭ ‬فئوية،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ‭ ‬أضاع‭ ‬الاعلام‭ ‬الرسمي‭ ‬المشيتين،‭ ‬وهذا‭ ‬حاله‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬مضطراً‭ ‬للمكاشفة‭ ‬بالحقيقة‭ ‬أمام‭ ‬وفد‭ ‬عربي‭ ‬زائر‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى