لماذا يبقى هذا الملف معلّقاً
د. فاتح عبدالسلام
بالرغم من أنّها مسألة غير متداولة في الاحاديث العلنية لكلا الطرفين في بغداد وأربيل ، إلاّ أنّ حسم الملفات الكبيرة للخلافات القائمة منذ العام ٢٠٠٣ ولغاية اليوم لن يتم في عهد الفترة الوجيزة المتبقية للحكومة الحالية مهما كانت النيات ايجابية وحسنة.هذا من جهة ، ومن جهة أهم وأكبر لن تحل مشاكل بنيوية هيكلية جوهرية في تصميم وضع العراق ما بعد ٢٠٠٣ مالم تتضح المواقف الامريكية للادارة الجديدة على نحو مستوف في تفاصيله ويبلغ الى الجانبين في بغداد وأربيل بمثابة خارطة طريق لا حياد عنها، وهذا أيضاً ليس نهائياً من دون رأي ايران.ليست هناك مشكلة كبيرة واحدة استطاع طرف عراقي بنفسه أو بمعية أطراف عراقية أخرى حلها أو التوافق عليها طوال ثماني عشرة سنة، فهل يعقل أنّ مشكلة العلاقات التي اتخذت لذاتها شكلاً تاريخياً حتى لو كان وهمياً، بين العاصمة والاقليم ستجد طريقها للحسم، أمام هذا الوضع الدولي والاقليمي القلق.
ثمّة مواويل دفينة لكنها برغم صمتها تخرم الأذن، لا تفارق رؤوس المتفاوضين كلما سحبتهم من معاقلهم ازمات ظرفية تخص الرواتب والنفط ومواعيد الانتخابات واستحقاقاتها . كلّ شيء يجعلونه مؤجلاً حتى تمر الازمات المالية كالعادة، من دون أن يعوا أنَّ العراق لن يكون علاج مصيره بالمسكنات. في الاساس، كلمة التفاوض لاتليق بأطراف تنتمي الى بلد واحد وتحت علم واحد في الامم المتحدة، واللائق هو التحاور من أجل التعايش الأبدي، فذلك هو المصير، ولا شيء آخر في الأفق، حتى لو كان الرئيس اليوم هو جو بايدن وليس سواه.المتاح هو توافق على المقتربات، وبناء الثقة، والسعي لتيسير مصالح المواطنين ومصادر معيشتهم، و من ثم ّ التفكير بأنّ الحلول المعلّقة على جدران الآخرين، لن تكون أملاً في استقرار البلاد على المدى الطويل، بل المتوسط .