لماذا نعشق أفلام الحيوانات القاتلة؟ الطب النفسي يجيب
تدور نسبة لا بأس بها من الأفلام الأمريكية حول الرعب الطبيعي المستمد من الطبيعة حولنا، والتي تحقق نجاحًا كبيرًا مهما اختلفت ظروف وعوامل تقديمها، فما السر؟
بمرور التاريخ ظهرت سلاسل أفلام كثيرة حول الرعب المستمد من
الطبيعة حولنا مثل Jaws “الفك المفترس”، وGrizzly “جريزلي”
الذي يدور حول الدببة المتوحشة، وOrca الذي يتناول قصص الحيتان القاتلة، وThe Meg مؤخرًا للنجم جيسون ستاثام.
ويرى الكاتب الأمريكي جاري مادوكس، في تقرير بموقع WA Today
الأمريكي، أن أفلام رعب الطبيعة لا تنتشر في الولايات المتحدة وحدها
وإنما في أستراليا أيضًا، إذ قدمت السينما الأسترالية سلسلة أفلام The
Reef التي تناولت أسماك القرش المفترسة قبل عقد من الزمن، وفيلم
Bait الذي صدر بعد السلسلة السابقة بعامين، وفيلم Great White وحققت جميعها نجاحًا كبيرًا.
ويتساءل الكاتب حول سبب استمرار صناع الأفلام في تقديم هذه النوعية من الأفلام وسر عشق الجمهور لها.
معرفة كيفية البقاء
يعتقد أندرو تراوكي، مخرج فيلمي Black Water و The Reef، أن
سر جاذبية هذه الأفلام يكمن في خوف الإنسان البدائي من أن يأكله
مخلوق ضخم، هذا الشعور الذي يتم تعزيزه عندما يكون هناك هجوم تمساح حقيقي أو سمكة قرش.
ويتابع: “أحب أفلام الإثارة والبقاء على قيد الحياة، حيث يتعين عليك
معرفة كيفية البقاء على قيد الحياة ضد عوامل الخطر المختلفة التي
تتمثل في الحيوانات في هذا المثال، وهذه الحيوانات – التماسيح
وأسماك القرش – تقدم نفسها على أنها سيناريوهات جيدة لأفلام الرعب.”
وأضاف تراوكي: “يتمثل التحدي دائمًا في هذه الأفلام في تقديم شيء
جديد ومحاولة تقديم زاوية مبتكرة وجديدة، إذ أن أفلام الرعب لا
تكتفي بالجمهور المحلي بل تمتد لتشمل جمهورا أوسع بكثير من مجرد الشباب الذكور الباحثين عن الإثارة”.
ورغم تقديم تراوكي أعمالا كوميدية وأفلام رعب، لكنه وجد أن أفلام المخلوقات القاتلة أسهل في الحصول على التمويل، خاصةً لأن أفلام الرعب تتجاوز حواجز اللغة والثقافة على عكس الكوميديا.
من جانبه، يرى منتج سلسلة أفلام The Reef، مايكل روبرتسون، أن النجم الحقيقي في هذه النوعية من الأفلام هو الوحش المفترس، حيث يأتي طاقم العمل بأكمله في المرتبة الثانية”.
الهروب من الواقع
وذكر الطبيب النفسي جوليان بارميجاني أن الأبحاث تشير إلى أن المشاهدين يشاهدون أفلام الرعب بحثًا عن الهروب من الواقع، واندفاع الأدرينالين، والشعور بالهدوء الذي يتبعه، وفي موعد غرامي، يمكن للحالة العاطفية المتصاعدة أن تجمع الناس معًا.
وتابع: “المشاهدون يسألون أنفسهم خلال مشاهدة الفيلم كيف سأرد في موقف مشابه؟، هل يجب أن أتجنب السباحة عند الغسق أو المشي في المناطق التي تنتشر فيها التماسيح؟ هل يجب أن أبقى في فندق مهجور في الشتاء؟ هل يمكنني الوثوق بغريب ساحر؟ هل يجب أن أوقف سيارتي على طريق مهجور إذا طلب أحدهم المساعدة؟”.
الجواب في فيلم الرعب والإثارة، خاصة إذا كان يظهر فيه تمساح أو سمكة قرش، هو “ربما لا”.
الاولى نيوز-متابعة