مع انتهاء وجود تنظيم داعش في العراق، حان الوقت لوضع حلول سياسية من شأنها أن تقلل من الصراع الطائفي ومنع عدوة التنظيم الارهابي او مجموعات مماثلة له، وفقاً لرئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري.
الجبوري احد اكبر المسؤولين الحكوميين من المجتمع السني بالعراق يؤكد انتصار بلاده العسكري على داعش ليس كافياً لمواجهة الارهاب. فهو يعتقد ان يرافق هذا الانتصار، انتصار سياسي يعالج الاخطاء التي ادت الى ظهور داعش في المقام الاول.
الجبوري، يقول إن العراق دخل مرحلة ما بعد الصراع التي تتطلب كسب قلوب الشعب وإقناعهم بأن السلام والاستقرار ممكنان. وأضاف “نحن نحتاج الى المزيد من الأسلحة والتدريب بقدر ما نحتاج الى عقول منفتحة للاستعداد على التعايش السلمي واحترام التنوع الاجتماعي”.
ومن الضروري، حماية المجتمع من جميع اشكال التطرف، ورفض الاستقطاب وعسكرة المجتمع والشارع والأسرة، وتحقيق الرقي والعدل من خلال الحكم الرشيد، وفقاً للجبوري. ويجب الا نسمح بالمصالح الطائفية والداعية للفوز بالانتخابات.
التأخير بالانتخابات
مؤخراً كان الجبوري في واشنطن يلتقي رئيس مجلس النواب الامريكي بول راين ومسؤولين امريكيين في الوقت الذي يستعد فيه العراق الى اجراء الانتخابات في شهر آيار القادم، وسيبقى حذراً بشأن التوترات الاقليمية المتزايدة بين دول الخليج العربية وطهران.
وامام عدد من الدعوات لتأجيل الانتخابات البرلمانية، فهناك عدد من الأصوات “الهامة” بحسب الجبوري يحاول التأجيل، بسبب ضمان عودة النازحين والمشردين وتحقيق المزيد من الاستقرار في جميع انحاء البلاد وضمان مشاركة اكبر المواطنين.
ويتعين على العراق تسوية وضع اقليم كردستان بعد تصويت الاكراد على الاستفتاء على الانفصال في ايلول الماضي. وقال الجبوري انه جاء الى واشنطن لاثبات استعداد حكومته لمواجهة التحديات ومحاربة التطرف والحفاظ على المكاسب الامنية التي تحققت ضد تنظيم داعش. لكنه أكد أن “هناك مسؤولية من جانب المجتمع الدولي لمساعدتنا في جهودنا لتحقيق هذه الاهداف”.
حل فصائل “الحشد الشعبي”
هناك قضية اخرى بعد داعش يجب على العراق التعامل معها وهي وضع القوى الشيعية التي قاتلت جنباً الى جنب مع الجيش لهزيمة تنظيم داعش. وكرر الجبوري الدعوة السنية للحكومة الى حل وحدات الحشد الشعبي. فيما وجه نائب الرئيس العراقي اسامة النجيفي وهو زعيم سني اخر، نداءً مماثلاً الشهر الماضي الى حل فصائل الحشد الشعبي حين قال إن “قوات الحشد الشعبي لها علاقة وثيقة جدا بايران التي تزود تلك الفصائل بالاسلحة والتدريب”.