لماذا حذفت وكالة إيرانية تصريحات جنرال بارز عن الحرس الثوري
كشفت شبكة إخبارية ناطقة بالفارسية أسباب حذف وكالة أنباء إيرانية تصريحات أدلى بها قائد بارز بالجيش انتقد خلالها ضمنيا الأنشطة الاقتصادية والسياسية لمليشيا الحرس الثوري.
وأوضحت محطة “إيران إنترناشونال” الناطقة بالفارسية التي يقع مقرها في بريطانيا، الثلاثاء، أن وكالة الأنباء الرسمية (إيرنا) حذفت بعد عدة ساعات جزءا من مقابلة أجرتها عبر موقعها مع حبيب الله سياري، مساعد التنسيق في الجيش الإيراني.
ولم تقدم الوكالة الإخبارية التابعة للحكومة الإيرانية توضيحا لهذه الخطوة قبل يومين، لكن يبدو أن انتقادات حبيب الله سياري لما وصفه بتجاهل الجيش الإيراني من جانب وسائل الإعلام الرسمية كانت السبب وراء هذا الأمر، حسب إيران إنترناشونال.
وأعادت مواقع إخبارية إيرانية بث الجزء المحذوف من المقابلة المصورة والذي تصل مدته إلى 14 دقيقة، تطرق فيها سياري إلى أن ممارسة أنشطة اقتصادية وسياسية ليست في صالح القوات المسلحة داخل بلاده، حسب قوله
وجاءت المقابلة بعد أسابيع من مقتل ما لا يقل عن 19 بحارا إيرانيا في ما أصبح يعرف باسم حادث المدمرة “جماران” التي أطلقت صاروخا بالخطأ أصاب بارجة “كنارك” خلال مناورة عسكرية في مياه بحر عمان.
وانتقد الجنرال الإيراني ما نعتها بضعف التغطية الإعلامية من جانب الإعلام الرسمي في بلاده لأنشطة الجيش النظامي مقارنة بالقوات العسكرية الأخرى، وفق قوله.
وكشف سياري عن تقديمه شكوى مؤخرا لرئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التي تخضع لسلطات المرشد الإيراني علي خامنئي بسبب بث تصريحات نعتها بالخاطئة حول المياه الإقليمية وتقاعس الجيش، لكنها (الشكوى) بقيت دون إجابة.
يذكر أن حبيب الله سياري كان قائدا لسلاح البحرية في الجيش الإيراني منذ عام 2008 قبل أن يقال من منصبه بأوامر خامنئي، ويعين مساعدا لمنسق الجيش في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017.
وأشارت محطة إيران إنترناشونال إلى أن التمييز الإعلامي ضد الجيش في إيران هي قضية أثيرت مرارا في الأوساط الداخلية وسط هيمنة مليشيا الحرس الثوري على مراكز صناعة القرار.
يذكر أن المرشد الإيراني الراحل الخميني أصدر مرسوما قبل 41 عاما بتدشين مليشيا الحرس الثوري الإيراني لتكون جيشا موازيا للقوات المسلحة النظامية، وذلك بعد الإطاحة بحكم الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979.
وبرزت هذه المليشيا المنخرطة في الإرهاب إقليميا، باعتبارها الجيش الفعلي لحماية النظام المتشدد، وسط شكوك حينها في نوايا قادة الجيش الإيراني النظامي الذي انحاز بادئ الأمر لصالح النظام القديم.
وتحولت مليشيا الحرس الثوري المصنفة كمنظمة إرهابية لأحد أبرز الأجهزة الأمنية والعسكرية والاقتصادية داخل إيران، فضلاً عن تدخلاتها في عمل المؤسسات الحكومية.
متابعة / الاولى نيوز