“لقد أثبت فيروس كورونا هزيمة العقائد الظلامية المتخلفة”
الكاتب : مهدي قاسم
بحسب الأخبار الواردة من إيران حول تفشي فيروس كورونا على
نطاق واسع ، مع تزايد عدد الوفيات من المصابين به ، من ضمنهم عدد من مسؤولين كبار ، لهذا فقررت السلطات الإيرانية المعنية بالأمر إعلان حالة طورئ و استنفارفي ثلاث محافظات الأكثر تلوثا وانتشارا بهذا الوباء الخطير و الفتّاك ، طبعا بعد فوات الأوان و قلة الحيطة والحذر
منذ البداية ، حيث جرى التعامل مع هذا الوباء بلامبالاة وعدم اكتراث وتجاهل تارة و بحكم العقلية الروزخونية و الدجلية تارة أخرى ، و بتكتم وإنكار تارة ثالثة ، وهي الصفة المعروفة للأنظمة الثيوقراطية والشمولية ـــ ولعل الأسوأ من كل ذلك هو دعوة الخامنئي إلى مواجهة
ومعالجة هذا الوباء بدعاء وخزعبلات آخرى للحد من انتشاره تمهيدا لإزالته والخلاص من شره المستطير !!، بدلا من اللجوء إلى إجراءات تشخيص و عزل و حجر بتواز مع معالجة جدية و فعالة من بديات تشخيصه ، بينما في غضون ذلك كان الوباء ينتشر بين الناس ، ولا سيما بين صفوف تجمعات
وحشود بشرية كثيفة في مساجد و عتبات مقدسة و أسواق وأماكن عمل ــ كانتشار النار بين الهشيم كما يُقال ــ ليصيب أعدادا كبيرة من الناس بلغت بآلاف مؤلفة من المواطنين المساكين الذي ابتلوا بمثل هكذا أنظمة شمولية تعتبر مواطنيها مجرد أضحية عقائدية مجانية موجودة لغرض
التضحية بها بكل مجانية و رخص لصالح ديمومة سلطتها الدموية و الجائرة .
وها هو الفيروس الشرس والعنيف يحصد أرواح المواطنين الإيرانيين
بالمئات ويصيبهم بالآف والحبل على الجرار مع الأسف ، في الوقت الذي لم تتمكن لا أصوات الدعاء الجماعي ولا زيارة الأضرحة و العتبات ” المقدسة ” من شفاء أي واحد منهم ، بدون معالجة طبية فعالة مصدرها الغربي ” الصليبي الكافر” أو العلماني السافر!!..
الواقع أن فيروس كرورنا لم ينتشر في الصين فقط وعلى نطاق
واسع ، إنما في كل من كوريا الجنوبية و شمال إيطاليا أيضا ولكن الإجراءات السريعة والفورية تشخيصا و تنقيبا عن مختلطين ومصابين محتملين ، و بالأخص النظرة العلمية للمسالة ، فكل هذا سرعان ما حدّت من اتساع رقة الانتشار و من ثم حصرها شيئا فشيئا في نطاق ضيق ، فضلا
عن إجراءات وقاية مع علاج فعاّل ..
لقد أثبت فيروس كورونا هزيمة العقائد الظلامية المتخلفة
والقائمة على الدجل والخزعبلات أمام الوقائع والحقائق العلمية الدامغة ، حيث أن المرّوجين لها سابقا حتى آخر لحظة ، من مسؤولين وأصحاب السلطة ليس فقط ارتعبوا و انزاحوا جانبا خوفا من الإصابة بهذا المرض إنما اضطروا بالأخير لغلق أبواب الجوامع والمساجد والأضرحة ”
المقدسة خوفا من انتشاره المتزايد بين الناس ، ليتم التركيز على المختبرات العلمية لكشف عن علاج جديد وفعّال و مضاد لفيروس كورونا .؟
ولكن في الختام يجب أن ننسى الإشارة إلى موقف مرجعية السيد
السيستاني العقلاني الصحيح و الذي اوصى ــ من خلال معتمده ــ بما معناه بعدم الاستماع إلى ” كلام الأساطير ” بخصوص فيروس كورونا ، بل الالتزام بالنصائح والتوجيهات الطبية الصحيحة والرسمية ، وهوموقف عقلاني فعلا و جدير بالتقدير ! لكونه يأتي معبرا عن حرصه على حياة
المواطنين .