لعبة التسكين.. لا تقي المفاجآت
د. فاتح عبدالسلام
كل المحاولات التي تجريها الحكومة العراقية في الاتصال بالجانب الإيراني لمنع اية خطوة تصعيدية قد تجلب كارثة ترامبية غير محسوبة، انما هي عملية تسكين لأوضاع قابلة للانفجار العنيف في اعقاب مغادرة ترامب ولايته المنتهية ومجيء رئيس جديد، اذا لم يقم جو بايدن برفع راية العودة للاتفاق النووي الإيراني وايقاف العقوبات المفروضة على ايران. بالرغم من التساهل الذي ابداه بايدن مع ايران حتى الان ، لكن ذلك ليس له مجال وشيك للتطبيق امام حكومة أمريكية جديدة عليها ان تراعي مصالحها مع حلفائها في الخليج وعدم ارسال رسائل سهلة بالتخلي عنهم لصالح إرادة إيرانية ستبدو انها فرضت نفسها من دون خوض معركة واحدة . بالرغم من ذلك فإنّ التسوية الإيرانية الامريكية ممكنة، لثلاثة أسباب الأول هناك اندفاع ورغبة وربما اردة من بايدن لانجازها بغض النظر عن شروط تحققها. والسبب الثاني، هو الموافقة الإسرائيلية المعلنة في ان تل ابيب ستكون مع تسوية العقوبات والملف النووي في حال تم شمول برنامج الصواريخ البالستية الإيرانية بأي اتفاق جديد له بنود الزامية أوضح . اما السبب الثالث فهو الصواريخ الإيرانية ذاتها التي هي العقبة الكبيرة والمخيفة للغرب وحلفاء واشنطن في المنطقة، وان طهران قد تلوح بإمكانية فتح حوار تفاوضي نسبي حولها مقابل رفع العقوبات، لكن كل الأسباب ستكون في مهب الريح اذا استمر استهداف ايران لمصالح واشنطن في العراق والمنطقة من جهة ، واذا استمر التمسك الإيراني ببرامج الصواريخ التي تصل الى اهداف مهمة في عمق أوروبا وأماكن انتشار بعض حاملات الطائرات الامريكية في المحيطات . قد تعبر الأيام الأخيرة لترامب من دون مفاجأة ، لكن الأيام الاتية بعده لا تعني ان أمريكا تغيرت جذرياً في سياساتها الخارجية.