لجنة نيابية تحدد أهدافاً اقتصادية للعراق من مشروع الربط مع تركيا
أكدت لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية، اليوم الأربعاء، أن العراق بحاجة ماسة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الغاز، فيما كشفت عن أهداف اقتصادية من مشروع الربط مع تركيا.
وقال عضو اللجنة النائب علي سعدون اللامي للوكالة الرسمية تابعته (الاولى نيوز): إن” العراق تأخر بالإعلان عن جولة التراخيص الخامسة، على اعتبار أن الغاز من الثروات المهمة في البلد، مستبعدا في الوقت الراهن تصدير كميات من الغاز العراقي إلى الخارج”.
وأضاف، أن” العراق بحاجة ماسة إلى سد الحاجة الذاتية للبلد وتحقيق الاكتفاء الذاتي”، لافتا إلى، أنه” في حال إقامة جولة تراخيص جديدة وتطوير حقول الغاز لا سيما منها (حقول الغربية) و(المشراق) يمكن تصدير الغاز المحلي إلى العالم”.
وبشأن مشروع طريق التنمية (القناة الجافة)، أكد اللامي، أن” مشروع ربط العراق مع الجانب التركي من المشاريع المهمة الذي من شأنه أن ينشط التجارة ويفتح منافذ جديدة للعراق، وله نتائج إيجابية على البلد”.
وفي وقت سابق أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أن مشروع طريق التنمية (القناة الجافة) بين العراق وتركيا سيربط الشرق بالغرب.
وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة وتابعته (الاولى نيوز): “إننا سعداء بهذه الزيارة الرسمية للجارة العزيزة تركيا في عاصمتها أنقرة، حيث نرتبط بعلاقات عميقة وعمق تأريخي وتجاور جغرافي خلق بيننا عوامل في تأطير أواصر العلاقة وتمتينها بما ينعكس على البلدين الجارين، ونجدد التعازي والتضامن مع تركيا حكومة وشعبا إزاء كارثة الزلزال، ونثمن الدور الكبير لكل فرق الإغاثة التي تمكنت من إنقاذ عشرات الآلاف من المواطنين”.
وأضاف” كانت لدينا اليوم مباحثات مثمرة وبناءة وحديث مسؤول وجاد مع الرئيس أردوغان، ومن ثم عقدنا الاجتماع الموسع للوفدين، حيث ركزنا على تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات كافة وخاصة المجال الاقتصادي ووضعنا أساس تعزيز التعاون مع الأشقاء والجيران في هذا المجال الاقتصادي بالشكل الذي ينعكس على مجمل العلاقات السياسية والاجتماعية والأمنية بين البلدان”.
وذكر، أن” مشروع طريق التنمية والقناة الجافة ليس فقط للعراق وتركيا وإنما للمنطقة والعالم، وهو الممر العالمي لنقل البضائع والطاقة ويربط الشرق بالغرب”، لافتاً إلى، أن” هذا الممر سينقل البضائع والطاقة”.
وتابع رئيس الوزراء، أن” الطاقة التي سوف تُنقل عبر طريق التنمية (القناة الجافة) ستكون من دول المنطقة ومن العراق الذي من المؤمل أن يكون خلال السنوات المقبلة وفق الرؤية التي تعمل عليها الحكومة دولةً مصدرة للغاز بحكم ما يمتلكه من ثروة غازية هائلة”.
وأكد، أن” هذا المشروع كان محط بحث مستمر بين العراق وتركيا على مختلف المستويات، واليوم وصلنا إلى هذا الإعلان مع الرئيس أردوغان”، موجهاً” الدعوة للأشقاء في دول المنطقة إلى عقد اجتماع قريب ببغداد لمناقشة مراحل هذا المشروع الحيوي بشكل تفصيلي”.
وبين” سوف يكون هناك خط للسكك الحديد ينقل البضائع، في المرحلة الأولى بسعة 3.5 مليون طن، لنصل في المرحلة الثانية إلى 7.5 مليون طن، وطريق التنمية (القناة الجافة) سيشتمل على النقل البري وخطوط نقل الطاقة، فضلاً عن ميناء الفاو، والمدينة الصناعية التي ستكون من أضخم المدن في الشرق الأوسط، والمكونات الصناعية في مشروع طريق التنمية (القناة الجافة) ستولد فرص عمل هائلة للعراق ودول المنطقة، بما فيها فرص للصناعات ورجال الأعمال، وتكون مركز استقطاب للتجارة العالمية”.
وأشار إلى، أن” التعاون بين العراق وتركيا لن يقتصر على هذا المجال، فهناك شركات تركية عاملة بشكل فاعل في العراق، وقبل أسبوع افتتحنا مدينة طبية بأحدث المواصفات في البصرة نفذتها شركة تركية، ومن المؤمل افتتاح مستشفى آخر بتنفيذ الشركة نفسها”.
وأكد، أن” العراق بكل قطاعاته الرسمية والخاصة جاد في العمل مع الشركات ورجال الأعمال الأتراك، وسأجتمع مع الشركات التركية، وبالذات العاملة في العراق، وأقف على أهم المعوّقات التي تعترض عملها”.
وذكر رئيس الوزراء، أنه” فيما يخص ملف المياه أود أن أتقدم بالشكر باسم الحكومة والشعب العراقي للرئيس أردوغان، على التجاوب المسؤول والفاعل في معالجة مشكلة شحة المياه والتوجيهات التي صدرت للجهات المختصة بالإطلاقات المائية التي سوف تستمر لمدة شهر”، موضحا” أننا نتفهم حجم المشكلة التي تعم دول المنطقة، إلا أننا بينا للرئيس أردوغان آثار شحة المياه على محافظات الوسط والجنوب في العراق”.
وشدد على ضرورة” تفعيل المركز البحثي للموارد المائية ليكون محطة لجلوس الفنيين لتدارس هذه المشكلة وتجاوز تداعياتها”.
وحول الملف الأمني، ذكر رئيس الوزراء، أن” المباحثات شهدت تناول الملف الأمني، حيث تربطنا مع تركيا حدود طويلة”، مؤكداً، أن” العراق ملتزم بعدم السماح لاستخدام أراضيه كمنطلق للاعتداء على تركيا وأمن المنطقة واحد من خلال التعاون الاستخباراتي وتبادل المعلومات”.
وأشار إلى” أننا سوف نحل هذه المشاكل الأمنية بعيداً عن استخدام العنف وبما يحافظ على أمن وسيادة العراق التي نحرص على تحقيقها وأن لا تؤثر على علاقتنا وتوجهاتنا الكبيرة والجادة لتطوير العلاقة بين العراق وتركيا”، موضحاً، أن” هناك عوامل مشتركة وحاجة متبادلة لكل من العراق وتركيا لتعزيز التعاون في هذه المجالات، وحكومتنا جادة في ترجمة هذه الرؤى والأفكار إلى مصاديق عملية”.